مازلت أذكر الانتخابات على مقعد نقيب الصحفيين، بين نقيب النقباء الراحل الكبير كامل زهيرى وصلاح جلال، والتى تمت فى مطلع الثمانينيات، وانتهت وقتها لصالح صلاح جلال بفارق 3 أصوات على ما أذكر.
كنت أتردد على النقابة وأنا فى مطلع دراستى الجامعية، حالما باليوم الذى أتشرف فيه بعضويتها وأعد العدة لذلك، شاهدت وقتها العديد من أساطين المهنة، وشاهدت وسمعت متضررين من الفصل التعسفى الذى نالوه جزاء معارضتهم للرئيس السادات، ولم يكن فى المشهد أى كلام عن الخدمات، كان الكل يتحدث عن المهنة وانعكاس السياسة عليها، وكان من السهل أن تعرف أسراراً سياسية لو كان موجوداً وقتها حشد من الصحف كما هو الآن لكانت مانشيتات لها.
سمعت فى هذه المعركة شعارات من قبيل: "المهنة فى خطر" و"اختطاف النقابة" و"أنقذوا النقابة" وغيرها من الشعارات، وصدقتها إما لأننى كنت حديث العهد بمثل هذه المعارك، أو لأنى سمعتها من أسماء صحفية كبيرة.
من هذا التاريخ ونحن نسمع فى كل انتخابات شعارات عن "اختطاف النقابة"، و"المهنة فى خطر"، ولو تعاملنا مع هذه الشعارات بطابع الجدية، سيعنى أننا لابد أن نتساءل عما إذا كانت المهنة فى خطر منذ أن تردد هذا الشعار قبل أكثر من ربع قرن مضى، وإذا كان قد أصابها الخطر بالفعل فمن المسئول عنه؟، هل هم رؤساء تحرير الصحف القومية؟، أم المناخ السياسى العام؟، هل هو الإصرار من كل من يشغل منصبا صحفيا أو نقابيا أن يبقى فى مكانه حتى يقضى الله أمرا كان مفعولا، ومعه يشعر الشباب أن العمر يتسرب من بين أيديهم دون أن يأخذوا فرصتهم كاملة فى القيادة؟.
الأسئلة تمتد إلى باقى الشعارات التى يتم تلوينها حسب الحاجة، وبدلا من سنوات سابقة كانت تقال بسبب التدخل الحكومى فى المعركة، يتم استخدامها الآن وبكل أسف ضد ضياء رشوان الذى يخوض اليوم معركته من أجل الفوز بمقعد النقيب محملا بآمال واسعة للصحفيين، ويواجه فى ذلك معركة شرسة يقودها ضده رؤساء مجالس وتحرير الصحف القومية، ويفعل هؤلاء فعلتهم وكأنهم يبعثون برسالة إلى باقى فئات المجتمع يقولون فيها وللمرشحين فى الانتخابات البرلمانية المقبلة، افعلوا ما شئتم، واتبعوا كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة من أجل نجاحكم.
يخوض ضياء الانتخابات وسط متغيرات تقول إن الذين يقودون التغيير فى المجتمعات المتقدمة، شباب لديهم أمل واسع للمستقبل، هكذا الأمر فى أمريكا مع أوباما، وفرنسا مع ساركوزى، وروسيا مع ميدييف، وحتى فى نقابة الصحفيين مع أحمد بهاء الدين وكامل زهيرى النقيبين وعمرهما لم يتخطَ الأربعين عاما، ومعهما لم يكن هناك تدخلات من رؤساء مجالس إدارات أو رؤساء تحرير صحف، فكانت النتيجة نقباء صحفيين بحق.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة