لفتة موفقة، أن يقوم برنامج «الحياة اليوم» بتخصيص إحدى حلقاته، للمشاركة فى محاولات تفادى آثار حادث منطقة «الحسين» الأليم..البرنامج اختار أن يكون بث الحلقة على الهواء مباشرةً، لا أن تكون مسجلة، وهو الأمر الأصعب بالتأكيد فى هذه المنطقة المفتوحة.
البث المباشر، عكس بواقعية كثافة الازدحام فى المنطقة، برغم تأخر الوقت نسبيا، على اعتبار أن يوم الجمعة موعد بث الحلقة كان بارداً، وأن تلك الليلة تحديداً من أكثر ليالى هذا الشتاء برودة؛ مما لا يشجع على الخروج والسهر، الازدحام بعث برسالة مطمئنة إلى حدٍ ما بأن المنطقة آمنة، فالجمهور المتجول فى المنطقة، والجالس على مقاهيها، هو جمهور تقليدى من الدرجة الأولى، وكان يبدو على الجميع الاطمئنان، ما يعنى أن كل شىء كما هو. ما كان ينقص المشهد عنصر فى منتهى الأهمية: هو أن تعكس الصورة وجود عدد غير قليل من السائحين الأجانب! فالرسالة التى أرادت الحلقة إرسالها بأن كل شىء على ما يرام، لم تكتمل لأن عنصراً شديد الأهمية غاب عنها، صحيح أن الحلقة استضافت سائحين فرنسيين تحديداً لتبين أن هؤلاء لم يقاطعوا منطقة الحسين (على اعتبار أن القتيلة الوحيدة فى الحادث كانت فرنسية الجنسية)؛ لكن هذا وحده لم يكن كافياً، حتى مع تعمد الكاميرا، التركيز على وجوه أجنبية قليلة للغاية، كانت موجودة فى المقهى الذى جرى فيه التصوير، بعض «الترتيب» كان يمكن أن يكمل توصيل الرسالة، وأن يمنح الحلقة بريقاً أكثر، على سبيل المثال الاتفاق مع مجموعة سياحية يجرى استضافتها فرنسية أو غير فرنسية، وهذا لم يكن بعيداً عن متناول فريق البرنامج، فأحد الضيفين الفرنسيين هو بالفعل مقيم فى القاهرة، ما يعنى أن استضافته لم تأت بمحض الصدفة.
وبرغم الحدث المؤلم الذى منح فريق البرنامج فكرة البث المباشر من منطقة الحسين، فـ«رب ضارةٍ نافعة»، لما لا يعيد البرنامج تكرار الكرة، على أن تكون جولة سياحية شاملة، تعرف المشاهد داخل مصر وخارجها، بالمعالم السياحية المتعددة داخل القاهرة، تلك التى لا يعرف أغلب سكانها كم تحتوى من أماكن متاحة للزيارة، ثرية فى محتواها الفنى والثقافى والتاريخى، برغم كونها قليلة التكلفة!.