لن يكون رمضان القادم شديد السخونة، كونه سيحل فى شهر أغسطس وحسب؛ وإنما ستشعله حرارة المنافسة على شاشة الأولى الأرضية، بسبب عودة مسلسل الكارتون المصرى «بكار».
وربما لا يعتقد البعض أن الأمر يستحق، إلا أن التليفزيون المصرى شهد على مدى تسع سنوات، منافسة حامية بين شركات الإنتاج، على المساحة المخصصة لعرض المسلسل، عقب انطلاق مدفع الإفطار، هذه المنافسة اشتدت حدتها بعد وفاة مخرجته د.«منى أبو النصر»، وخسر هؤلاء الرهان باستمرار المسلسل بعدها.
وبرغم نجاح فريق العمل فى الاستمرار؛ إلا أنه بدا كمن فقد البوصلة نحو التميز، فالمسلسل فى حد ذاته كان نقطة تحول فى الإنتاج البرامجى للأطفال، ولأسباب عديدة، بدا أن الهدف الوحيد فيما بعد هو: الاستمرار؛ ما جعل المسلسل يفقد كثيراً من بريقه، ولحسن الحظ ظل «بكار» نفسه صاحب شعبية.
ويبدو أن التليفزيون انتبه أخيراًً، إلى أن المسألة استحقت منه «الرعاية» أكثر، ولا مبالغة إذا قلنا أن شمول مسلسل مثله بالعناية، والدعم والتطوير، يندرج تحت إطار الأمن القومى، فاختيار أول شخصية كارتونية مصرية من منطقة «النوبة»، يحمل الكثير من التقدير لأهلها الغاضبين من هضم حقوقهم المعنوية، وعدم الاعتراف بحجم التضحيات التى قدموها لمصر، ونجاح «بكار» فى أن يعبر عن الطفل المصرى، خفف من الجرح فى القلب النوبى، وجاء متماشياً مع الإحساس بالفخر لدى هذه الشخصية المصرية الفريدة.
من جانب آخر، فإن الأعمال التى عرضت محل «بكار» فى السنوات التى شهدت توقفه، لم تحصل على النجاح نفسه، بل لم تترك أثراً يذكر، إما لأنها أنتجت لأهداف تجارية بحتة، ونجحت عن طريق العلاقات فى الحصول على مواعيد بث مميزة، أو لأنها لم تحدد أهدافا تربوية تسعى إليها.
أما «بكار» الذى يعود فى ثوب جديد، حيث سيخاطب المرحلة العمرية من ثلاث إلى ست سنوات، وسينفذ بأسلوب الـ3D وليس الكارتون، فينتظر منه أن يكون شديد التميز هذه المرة وألا يقع فى فخ تكرار نفسه، وإلا فلن يطول تواجده على الشاشة.
والمطلوب أن يتحول هذا النجم الصغير إلى نموذج فى نفس نجاح «ميكى ماوس» مثلاً، فلماذا يكتب علينا دوماً استيراد النجوم لأطفالنا؟.