بذكاء شديد تلعب قناة «الحياة» على أوتار تمس فى كل مرة شريحةً ما، فتضمن استمرار المشاهدة فى غير أوقات الذروة.
فبعد أن انتهت القناة من عرض حلقات الجزء الرابع من السيت كوم الناجح «راجل وست ستات»، فى الساعة الثامنة من مساء كل يوم، وإعادته فى التاسعة من صباح اليوم التالى، بدأت الأسبوع الماضى فى بث حلقات «رحلة أبوالعلا البشرى»، أحد أشهر المسلسلات المصرية فى الثمانينيات.
من جانبها، استطاعت القناة أن تشغل الفترة ما بين نهاية عرض المسلسل العربى (حالياً «الدالى») وإذاعة برنامج «الحياة اليوم»، بعمل يجد هوىً فى نفس الجمهور، وربما أن عرض «البشرى» بعد الكوميدى «راجل وست ستات» يبدو متنافراً، خاصةً أن «السيت كوم» ناجح بشدة مع شريحة الشباب، التى لم تعاصر عرض «أبوالعلا»، حتى أن الحوار فى المسلسل قد يبدو غريباً على آذان شباب اعتاد نوعية أخرى من الحوارات يسمعها فى مسلسلات هذه الأيام.
وبرغم أن «الحياة» استهدفت شغل مساحة زمنية على شاشتها فإنها منحت المشاهدين عن قصد أو دون قصد الفرصة لاستعادة المذاق الحقيقى للدراما المصرية، حين كان صانعوها يحترمونها: فمن السيناريو والحوار للكاتب الكبير «أسامة أنور عكاشة»، والإخراج للمتميز «محمد فاضل«، وكلمات التيتر للرائع «عبدالرحمن الأبنودى» والألحان طبعاً لـ«عمار الشريعى»، كل هذه التوليفة منحت المسلسل بريقاً لا يزال يحتفظ به بعد أكثر من عشرين عاماً على عرضه، وبالنسبة للشباب الذى لم يشهد العرض الأول، فقد حصل على الفرصة ليعرف كيف يمكن أن تكون الدراما التى يتطاول عليها الجميع الآن، ليس هذا فحسب، وإنما أن يستمعوا للغة حوار راقية ومعان غابت بالتأكيد عن شاشات هذه الأيام بتنوع المواد المعروضة عليها. ربما يتعلم شباب هذا الجيل من بعض ما جاء فى تيترى المقدمة:
ما تمنعوش الصادقين عن صدقهم، وما تحرموش العاشقين من عشقهم، كل اللى عايشين م البشر، من حقهم، يقفوا، ويكملوا، يمشوا ويتكعبلوا، ويتوهوا أو يوصلوا.
والنهاية:
لو مش هاتحلم معايا، مضطر أحلم بنفسى، لكنى فى الحلم حتى، عمرى ما هاحلم لنفسى، يا صاحبى، يا صديقى، ياللى طريقك طريقى، دانا يوم ماعيش لنفسى، ده يوم موتى الحقيقى.