ليس جديداً على الإطلاق، الحديث عن أن الشاشة المصرية تفتقد التجديد فيما يخص الأعمال التى تعيد عرضها كل عام فى المناسبات القومية.
الجديد فى الأمر، أنه مع زيادة عدد الشاشات الفضائية الخاصة، سواء المصرية (دريم، المحور، الحياة.. إلخ) أو التى تتلون شاشتها بالأعمال المصرية (روتانا سينما وزمان.. إلخ)، أصبحت هذه الشاشات «تستنسخ» التجربة التليفزيونية المصرية الرسمية، فنجد أيام الاحتفالات بأعياد تحرير سيناء، أن الشاشات متشابهة..
أو متطابقة كتعبير أدق، تعرض «الرصاصة لا تزال فى جيبى» (كمقرر أساسى)، و«العمر لحظة»، وطبعاً فى ذكرى حرب أكتوبر سنشاهد أيضاً، «حكايات الغريب» و«إعدام ميت» و«أغنية على الممر»، وغيرها من الأفلام التى يأتى ذكر الحرب فيها بشكل عارض، مع مسلسلى «رأفت الهجان» و«جمعة الشوان»، أما بمناسبة عيد العمال بالتأكيد سنشاهد «الأيدى الناعمة»، وفى عيد ثورة يوليو «رد قلبى».
المفارقة هنا.. أن هذه الشاشات التى جاءت فى أحد أسباب تواجدها على الساحة الإعلامية كرد فعل على عدم قدرة التليفزيون المصرى (الأرضى والفضائى)، على إشباع حاجات الجمهور المحلى والعربى، هى نفسها التى تنتهج أسلوب الشاشة المصرية الرسمية فى الاحتفال بهذه المناسبات، وكأنها «تعيد إنتاج التليفزيون المصرى».. والسلام!.
ربما ليس من الأدوار التى يجب أن تلعبها هذه الشاشات، إنتاج أفلام تتناول الأحداث المتعلقة بتلك الاحتفالات، وأن هذا الدور لو كان يجب أن يلقى على عاتق جهة، فهى التليفزيون المصرى بالتأكيد، إنما هو تساؤل لا أكثر، دافعه سخرية يفجرها الموقف نفسه، وكأن الأمور تعود لتدور دائماً حول ما تبادر به جهات مصرية رسمية.
والمؤكد.. أنه لا عذر على كل الجهات المصرية المعنية، فى هذا الفقر الإبداعى، فلا «فلوس الإنتاج قليلة»، ولا المبدعين «خلصوا»، والواضح أن ما ينقص هو «النية»، لكن الأمر لم يعد رفاهيةً، فإعادة إنتاج ذاكرة وطنية مصرية، هى مهمة قومية بالدرجة الأولى، فلنعلن عن مسابقات لأجل ذلك، ولنعط المبدعين الفرصة ليعبروا عن أنفسهم وليقدموا تاريخ مصر كما يرونه، حتى لا نضطر لأن نراه بأعين غير مصرية (إنتاجاً وإبداعاً).. ثم نجلس حينها لنبكى على اللبن المسكوب.