لا تصافح.. لا تُقبل.. اغسل يديك قبل الأكل وبعده.. نحن على بعد خطوة واحدة من وباء.. احترس الخنزير فيه سم قاتل.. مصر بيئة ملائمة للفيروس.. تلك هى اللهجة التحذيرية التى ملأت كل برامج الفضائيات والصحف الأسبوع الماضى، منذ اكتشاف فيروس انفلونزا الخنازير، جعلتنى أصاب بحالة هلع ورعب من أى شخص «يعطس» أو يسعل على مقربة منى.
سيناريو اللهجة التحذيرية وترويع المواطنين الذى كرست له الفضائيات برامج عديدة، هو نفس الأمر الذى حدث بعد اكتشاف إنفلونزا الطيور حيث إن كل برامج الفضائيات كانت تحذر وتؤكد خطورة المرض، لدرجة أن الكثيرين ممن أعرفهم توقفوا نهائيا عن أكل الدجاج، إلا أن المسألة تحولت بعد ذلك وكأنها هوجة واختفت، حيث قل الحديث عن فيروس أنفلونزا الطيور من كل وسائل الإعلام رغم توطنه وعدم اختفائه، واختزل المرض فى خبر صغير عبارة عن رقم يضاف إلى حصيلة وفيات المواطنين منها.
حالة الهلع التى انتابتنى جعلتنى استدعى لا شعوريا قائمة طويلة من الأفلام الأمريكية التى تدور أحداثها فى المستقبل وتتحدث عن انتشار فيروس قاتل يصيب البشرية ويهدد بفنائها ومنها 28 weeks later وthe happening وout break، وزادت تلك الحالة لدى بعد أن رفعت منظمة الصحة العالمية درجة خطورة مرض انفلونزا الطيور إلى المستوى الخامس، مما يعنى أننا على بعد درجة واحدة فقط من الوباء، ولكن حالة الرعب التى وضعتنى فيها الفضائيات العربية والصحف، جعلتنى أتساءل هل نحن فى مصر فعلا مهيئون للتعامل مع ذلك الفيروس فى حالة مجيئه لا قدر الله؟
ورغم طمأنة وزارة الصحة المصرية والحديث عن الاستعدادات وتوافر اللقاح، إلا أننى لا أخفى عليكم شعورى العميق بعدم الثقة، لأننا بالأساس لا نملك مستشفيات جيدة، لذلك بدأت أتعامل مع كل ما هو قادم على أنه فيلم أمريكى من إنتاج هوليوودى لكننى لم أعرف النهاية بعد.
والمفارقة أنه مع النبرة الحادة واللهجة التحذيرية لم أجد برنامجا يركز على توعية الناس بشكل كبير على كيفية التصرف، وكيفية تعاطينا مع فكرة «الكمامة» التى يجب أن نرتديها لأننا بالطبع لو شاهدنا أحدا يرتديها فى الشارع قد يتعرض للسخرية من البعض، ولم يظهر أحد من المسئولين ليحدثنا عن كيفية مواجهة ذلك الفيروس، خاصة فى الأماكن التى يكون فيها تجمعات كبيرة، مثل السينمات ومترو الأنفاق والمدارس والجامعات وأماكن العمل، فهل هناك إجراءات وقائية سيتم إتخاذها.فهل سيتحول ضحايا إنفلونزا الخنازير الى مجرد أرقام فى الفضائيات مثلما حدث مع إنفلونزا الطيور.. رغم أن الضحايا هذه المرة لن يكونوا بالعشرات بل بالآلاف.
فواصل
◄ تعرض فيلم «سهر الليالى» الذى أذيع على قناة نايل سينما لمذبحة رقابية حيث تم حذف جميع المشاهد الخاصة بجيهان فاضل الخاصة بأزمتها مع زوجها، ومشهد فتحى عبدالوهاب فى السيارة بالمقطم، وأيضا مشهد شريف منير مع علا غانم فى منزله، والغريبة أن الفيلم مصنف أساسا للكبار فقط.
◄ فى حفل توزيع جوائز المهرجان القومى للسينما.. أخيرا السبكية أخذوا جوائز.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة