لم يتبق على انتهاء الموسم السينمائى الصيفى سوى 4 أسابيع أوخمسة على أقصى تقدير، حيث سيبدأ ماراثون الدراما الرمضانية، وحتى الآن يبدو أن الأفلام التى عرضت وبلغ إجمالى عددها 10 أفلام ستصل بنهاية هذا الأسبوع إلى 13 بعد عرض أفلام أحمد حلمى «1000 مبروك» وأحمد مكى «طير انت» ويوسف الشريف «العالمى»، وتخطت ميزانية أفلام الموسم 150 مليون جنيه، وهى أرقام تقديرية، لم تحقق الإيرادات المتوقعة، ولم يتخط إجمالى الإيرادات حتى الآن 80 مليونا، أى حوالى نصف التكلفة الفعلية لهذه الأفلام، فى موسم تم وصفه بالأكثر سوءا والأغرب، خصوصاً بعد أن حاصرته سلسلة من المصادفات منها انتشار مرض أنفلونزا الخنازير وتسريب الأفلام مبكرا على الإنترنت، والرهانات الخاطئة لبعض المنتجين والنجوم ومنهم النجم عادل إمام الذى راهن على تركيبة درامية معادة ومكررة وكأنها وصفة جاهزة التحضير لا تخيب، إلا أنها لم تحقق المرجو منها هذه المرة، وأيضا رهان منتج فيلم «الفرح» على نفس مجموعة عمله فى فيلم «كباريه» الذى عرض العام الماضى، والتيمة الدرامية التى تدور أحداثها فى ليلة واحدة، إلا أن «الفرح» لم ينل حظه من الإيرادات بنفس قدر «كباريه»، إضافة إلى أن تيمة الأفلام لا تخرج عن الإثارة والواقعية ولا يوجد تنوع فى المضمون.
والمفارقة أنه لا أحد من صناع السينما يملك إجابة محددة وواضحة عن حجم الخسارة فى هذا الموسم، وتحليله لأسبابها، وكأن السينما المصرية بعد أكثر من 100عام منذ تأسيسها فى مصر مازالت تسير بـ«البركة» دون قوانين تنظم الصناعة، أو على أقل تقدير اهتمام من الشركات الإنتاجية الكبرى بإجراء أبحاث استقصائية، حول رغبات الجمهور وآرائهم وما يفضلون رؤيته من نوعيات أفلام تعرض فى موسم الصيف.
قانون «البركة» هو صاحب الصوت الأعلى فى سوق السينما المصرية، وما حدث فى هذا الموسم خير دليل على ذلك، ورغم معرفة المنتجين لمدى قصر الموسم فإنه تم عرض الأفلام فى مواعيد متقاربة وإدارج أفلام لم تكن فى خطة الموسم الصيفى كـ«المشتبه» و»العالمى»، وهو ما أدى إلى حدوث حالة من العشوائية والتخبط كانت السمة الغالبة على الموسم، بل إنه استمرار لقانون البركة ويأمل صناع السينما فى أن ينجح فيلم حلمى الجديد الذى بدأ عرضه منذ يومين فقط فى تعويض خسائر الموسم، بوصفه الحصان الأسود الرابح فى المواسم الماضية، ومع كامل تقديرى لأحمد حلمى ونجوميته وتألقه، لكن السؤال: هل يصح أن تتوقف صناعة كاملة على نجم واحد فقط أو اثنين أحياناً؟!
فواصل
جودنيوز شركة إنتاج كبيرة تستطيع أن تقدم الكثير للسينما المصرية، ولكن عليها أن تعيد حساباتها فيما يتعلق بنوعية الأفلام التى تقدمها والخروج من توصيف الأضخم والأكبر والأكثر نجوما والأول من نوعه، وكل أفعل التفضيل، لأنها بالميزانيات الضخمة تلك تستطيع أن تنتج أفلاما متوسطة التكلفة تعطى من خلالها فرصة للنجوم الشباب.