آخر ما توقعه المخرج «خالد يوسف»؛ حين تمت استضافته فى حلقة الخميس الماضى من برنامج «الحياة اليوم»، هو أن يتعرض للاستفزاز إلى هذه الدرجة التى جعلته يتحكم فى أعصابه بصعوبة.. كما بدا ليلتها.
بدت الحلقة فى أولها عادية للغاية، كحلقة تحتفى بفيلم جديد، ومع حماسة «غادة عبدالرازق»، وخفة دم «عمرو عبدالجليل»، كانت المذيعة «لبنى عسل»، تبدو مستمتعة للغاية فى إدارة حوار سهل مع بطلى فيلم جديد يتوقع له إثارة الجدل، وفى حضور مخرجه الذى استعدت له بالأسئلة «الصعبة»، والتى تعرف جيداً أنه سيرد عليها بسهولة.
وما أن تم عرض أغنية الفيلم مع بعض مشاهده، حتى استشاط «يوسف» غضباً، وعادت الكاميرا إلى البلاتوه لتنقل غضبه وهو يسأل المذيعة عن سبب حذف لقطات تظهر فيها «راقصة» فى المونتاج، بالطبع فإن المشاهد لن يعرف أن لقطات تم حذفها سوى من إعلان المخرج ذلك على الهواء.
خالد يوسف سأل لبنى عسل، عن المنطق الذى يقف وراء حذف الراقصة، وهو السؤال الذى لم يجد إجابة شافية لدى «عسل» التى لم تسعفها بديهتها فى تلك اللحظة، فقد وجدت نفسها على الهواء، مع مخرج غاضب، ومعلومة لم تعرفها سوى فى هذه اللحظة، لكن يبدو أن الرد جاءها من غرفة الكونترول، بأن المشهد لم يكن لائقاً للعرض من خلال شاشة التليفزيون، والتى تشاهدها الأسر المصرية بجميع أفرادها!، رد جاء منطقياً فى ظاهره، لكنه لم يشف غليل «يوسف»، الذى بدا عليه أنه يعانى كى يكبح جماح غضبه، الذى كاد ينفجر حتى بدا أن بينه وبين مغادرة الحلقة مجرد «شعرة».
المخرج الذى جاء ليحتفى بفيلمه، تحول للدفاع عن حقه فى تقديم مشاهد بها راقصة، وتحدث بمنطقية شديدة عن تاريخ السينما المصرية الذى يضم أفلام «تحية كاريوكا» و«سامية جمال» وغيرهما من الراقصات، الذى ما كان فيلم ليخلو منهن، دون أى اتهام بالإسفاف ولا خدش حياء الأسرة المصرية.
الحوار الذى بدأ ممتعاً وعادياً وسلساً، تحول إلى حوار ساخن وغاضب، لم يكن حول الفيلم الجديد، وإنما عن منطق الرقابة على شاشة التليفزيون، خاصةً حين قال يوسف إن الرقابة المصرية لم تحذف له مشهداً، فكيف بشاشة خاصة أن تفعل ذلك، فى عصر لم يعد فيه أى شىء بعيد عن متناول أىٍ من أفراد الأسرة، وتحولت غادة عبدالرازق من الحديث عن دورها فى الفيلم، إلى الدفاع عن أهمية أن تقوم الممثلة بالدور كما هو بكل تفاصيله حتى لو اقتضى ذلك ارتداء قمصان النوم.
وفى حين التزم عمرو عبدالجليل الصمت، كما هو واضح لأن ما حدث لم يعجبه، بذلت لبنى عسل مجهوداً كبيراً فى السيطرة على الحلقة التى تحولت دفتها، وصارت فى موقف المدافع عن منطق بدا هو ذاته غير عقلانى، فى برنامج يحتفى بأسرة فيلم، يخجل هو نفسه من عرض بعض مشاهده.
كل ذلك كان من الممكن ألا يحدث، لو أن المسئول عن مونتاج تريلر الفيلم، لم يمنح لنفسه دوراً ليس من حقه القيام به.