انقضى عام 2009 السينمائى بأزماته ومفاجآته، ولكن سيظل العام الأكثر صخبا فى السينما المصرية، ليس لأنه شهد فقط موجة من أفلام العنف، ولكن لأنه العام الذى تراجع فيه الإنتاج السينمائى، حيث لم يتخط الإنتاج 39 فيلما بتكلفة 400 مليون جنيه، فى حين وصل العام قبل الماضى 52 فيلما، وفرضت الأزمة المالية نفسها على السينما المصرية والتى تعتمد بنسبة 90% على رأس المال العربى فى تمويلها، وأيضا حاصرتها الأوبئة، وأثرت أنفلونزا الخنازير عليه بدرجة كبيرة.
ورغم هذه الصعوبات تبقى هناك تجارب سينمائية هامة لمعت فى 2009 وأهمها أفلام مثل «واحد صفر» للمخرجة كاملة أبوذكرى، ونجح فى تحقيق المعادلة الصعبة من تحقيق إيرادات جيدة، ونال استحسان النقاد، كما مثل مصر فى العديد من المهرجانات العربية والمحلية والدولية، وفيلم «خلطة فوزية» و«الفرح» و«احكى يا شهرزاد» والفيلم المتميز الذى تم إنتاجه كسينما مستقلة «عين شمس» لإبراهيم بطوط وحصد لمصر أكثر من 8 جوائز فى مهرجانات سينمائية مختلفة، ويبدو أن الأزمات التى شهدها 2009 ستستمر فى 2010 حيث يؤكد أغلب المتفائلين أن الإنتاج السينمائى المصرى لن يتخطى 12 فيلما على أكثر تقدير.
> إلهام شاهين نجمة تستحق التحية فى هذا العام لتجربتها المتميزة فى أفلام «خلطة فوزية»الذى نال أكثر من 15 جائزة فى عدة مهرجانات سينمائية، وفيلم «واحد صفر»، وأيضا النجمة منى زكى التى قدمت فيلمين مختلفين خاضت بهما تحديا خاصا مع نفسها، سواء مع المخرج يسرى نصر الله فى «إحكى يا شهرزاد» أو المخرج شريف عرفة فى «ولاد العم»، ويستحق إبراهيم بطوط أيضا التحية لتمسكه بعرض فيلمه «عين شمس» تحت اسم مصنف مصرى وليس مغربيا، كما كانت تطلب الرقابة على المصنفات الفنية ونجح الفيلم فى تحقيق صدى كبير فى المهرجانات التى شارك بها.
> إحباط شديد أصاب الفنان محمد منير وجمهوره بعد إلغاء حفلته بدار الأوبرا المصرى والتى كان سيقيمها فى رأس السنة، خصوصا فى ظل عدم منطقية أسباب الإلغاء، وما تردد عن وجود تخوفات أمنية، وهو كلام غير مفهوم ويطرح تساؤلات حول الأسباب الحقيقية لإلغائه، لأنها ليست المرة الأولى التى يقام فيها حفل منير فى ظل أجواء وظروف سياسية مختلفة، ولكن يبدو أن الخوف الحقيقى من إقامة حفل منير يتعلق بالروح التى يستطيع منير أن يضعها فى جمهوره بغنائه وكلماته المميزة، والمفارقة أنه تم تسريب أخبار عن إلغاء الحفل نظرا لتخوفات من انتشار أنفلونزا الخنازير، فهل الأنفلونزا كانت ستصيب جمهور منير فقط، وتبتعد عن كل حفلات رأس السنة التى أقيمت بالفنادق والبواخر النيلية؟!
> بالألوان الطبيعية فيلم يحمل صرخة ضد فساد وازدواجية المجتمع، وضد السلطة المطلقة فى كل أشكالها، ولكنها جاءت مباشرة ومليئة بالتطويل والتكرار والإكليشيهات المحفوظة، على عكس ملامح سينما المخرج أسامة فوزى المميزة وأسلوبها وتكثيفها، ولكن يبقى أن أهم ما لفت النظر هو وجود الممثل الشاب رمزى لينر.