لماذا لم يذهب الزعيم لمقابلة الرئيس ضمن وفد الفنانين الذى قابل سيادته الأسبوع الماضى؟ هل لم تتم دعوة الزعيم؟ وهل بات طلعت زكريا بعد استقبال الرئيس له قبل فترة هو النجم المفضل للرئيس؟
أسئلة شغلت بال بعض الصحفيين واحتلت مساحات من الصحافة المصرية أكثر بكثير من نتائج اللقاء وخرج الزعيم ليؤكد فى تصريحات له إنه كان ضمن الوفد، ولكنه اعتذر بسبب وعكة صحية ألمت به.
وللفنان عادل إمام كل الاحترام والتقدير، ولكن لماذا لم تنشغل الصحافة بنتائج اللقاء والتى أرأها شديدة الإيجابية، ومن الواجب العمل عليها إعلاميا دعمها ودعم خطوات تنفيذها وتحويلها إلى واقع بدءا من ضرورة توفير مقر لنقابة الفنانين ومستشفى للفنانين والذين لايجد بعضهم مكانا للعلاج والأمثلة كثيرة بدءا من يونس شلبى وسيد زيان ومحمد أبو الحسن ونظيم شعراوى وغيرهم كثيرون.
والأهم هو قرار الرئيس بضرورة عودة السينما إلى وزارة الثقافة المصرية، وهو القرار الذى تحتاجه السينما فى الفترة الحالية بشدة وأخيرا فعلها النجم الكبير محمود ياسين الذى فاتح الرئيس فى هذا الموضوع، خصوصا أنه من جيل يعرف جيدا قيمة السينما كصناعة إستراتيجية بل صناعة أمن قومى لا تختلف كثيرا عن كبرى الصناعات خاصة أن السينما المصرية ظلت لفترات كبيرة فى يد رأس المال العربى برغم أنها تؤرخ تاريخ الشعوب وترصد حيواتهم الاجتماعية والسياسية وتظل فى الوجدان ولذلك فكل السينمائيين يرفعون القبعة للنجم الكبير محمود ياسين.
فقد صارت السينما المصرية ضحية للفكر الوهابى وغيرها من التيارات الدينية والسياسية وأدت سطوة رأس المال العربى إلى أن يمتلك ماضى السينما المصرية وحاضرها روتانا والـart وتراجع مستوى الإنتاج فى السينما المصرية التى كانت تنتج من 100 إلى 150 فيلما وصارت تنتج من 15 إلى 35 فيلما فى العام فقط.
ومع الأزمة المالية العالمية تراجع حجم الإنفاق العربى أو بالمعنى الدارج «قفلت الحنفية» وصار على رجال الأعمال المصريين والدولة أن يستعيدوا مقاليد الصناعة وأخيرا فعلها الرئيس عندما أعطى أمرأ مباشراً بسرعة تنفيذ هذا الأمر إلى الدكتور أحمد نظيف رئيس الوزراء.
ويجب على الإعلام أن يدعم هذه الفكرة وأن تعمل الدولة جنبا إلى جنب مع القطاع الخاص لتنمية السينما وحتى تستعيد السينما المصرية بريقها وريادتها وتصبح هناك أفلام مشرفة فى المهرجانات العالمية فالنهوض بالفنون هو علامة أكيدة لتحضر الشعوب وعلاج الكثير من أمراضها، وأعتقد أن هذا ما ينبغى أن ينشغل به الإعلام أكثر من انشغاله بمن حضر ومن لم يحضر من الفنانين ومن اعتذر ومن لم يعتذر ولماذا لم يذهب عادل إمام للقاء الرئيس.