لو أن «لكل وقت أذانه»، فليس أنسب من هذا التوقيت كى نناقش كيف يمكن أن يصبح لدينا تعليم on air!
فبما أن جدلا واسعاً، وحراكاً حقيقياً، وتغيرات «راديكالية»، تجرى على أنظمة التعليم فى مصر النظام الأقدم فى تاريخ الدولة المصرية المعاصرة، فلم لا نوسع نطاقات نقاشاتنا، لتتحمل بأفكار جديدة تماماً، تتماشى مع روح العصر، وتلبى احتياجتنا التعليمية، بما يؤدى إلى تنشئة أجيال تلبى احتياجات سوق العمل المصرى، وتكون مطلوبة فى سوق العمل العربى والعالمى، ولا تثقل فى الوقت نفسه كاهل الأسر المصرية، التى تعانى، أغلبها، ما لا يمكن وصفه لأجل تعليم أولادها، وقرر الباقى التخلى عن فكرة التعليم من أساسها.
أنشأت الدولة قنواتها التعليمية لأجل المساهمة فى التخفيف على الأسر، وتم زيادة عدد هذه القنوات وزيادة فترات بثها مع الوقت، خاصةً مع أزمة أنفلونزا الخنازير الشهيرة، ويدور الحديث الآن عن تفعيل أكثر لهذه القنوات، لكن وبصراحة.. ما فائدة أى قناة تليفزيونية لو لم تكن جذابة؟! القناة التليفزيونية التعليمية، هى أولاً قناة تليفزيونية، تهدف إلى المشاركة فى العملية التعليمية، ولأن «العملية التعليمية» تستهدف الأطفال والمراهقين، فالجاذبية أولاً، هكذا يجب أن يكون الشعار!
لا معنى أبداً لأستاذ قدير يشرح لطلابه بشكل ممل، أو لمدرس أول لغة إنجليزية لا يقنع الطلاب/ المشاهدين بطريقة نطقه للغة الأجنبية، نحن فى حاجة ماسة إلى إسباغ الجاذبية على هذه القنوات شديدة الأهمية، وتفعيلها بأقصى آلية ممكنة، كى تكون شريكا أساسيا فى العملية التعليمية، فلمَ لا يكون لدينا آلية للحصول على الشهادات الدراسية (جميعها) عن طريق المتابعة التليفزيونية، ثم التقدم للامتحانات العامة؟ كما هو الحال مع بعض الشهادات الأجنبية فى مصر، صحيح هى لا تتبع الأنظمة التعليمية الرسمية، وهى شهادات تمنح على درجات لإجادة اللغة الأجنبية باعتبارها لغة أجنبية لمتحدث مصرى، لكنها فاعلة، ومعترف بها فى الخارج، ولا تتطلب أكثر من حضور امتحان معتمد من هيئة تعليمية رسمية فى الخارج، ودفع الرسوم المقررة.
لمَ لا يجرى ذلك فى كل الشهادات التعليمية؟ هو أقرب لنظام الانتساب، ولا يكلف الدولة شيئاً، سوى تفعيل ذلك عن طريق القنوات التعليمية، الموجودة بالفعل، لكنها يجب أن تكون حينها أكثر جاذبية وتفاعلية، صحيح أن هذا النظام لن يناسب الجميع، لكنه سيناسب البعض، فلا وجود لأى نظام فى العالم يناسب الجميع.. أصلاً!
حينها ستكون القنوات التعليمية اسماً على مسمى، ولوجودها مغزى، وسيسهل ذلك الحياة على الكثيرين فى أرض مصر المحروسة، وسنكون قد استغللنا إمكانياتنا بشكلٍ أمثل وحقيقى.. ونقابل به ربنا.
نحن نبخس المتلقى المصرى حقه كثيراً، حين نعتقد أن نظاماً مثل هذا لن يجدى معه، وسنهدر طاقات لو أنه تم تفعيلها على الوجه الأمثل، فستغير شكل المستقبل لمصر وجميع المصريين.