بعيداً عن أفلام العيد وصراع الإيرادات، يلفت نظر من يرتاد دور العرض، التريللر الخاص بفيلم «بون سواريه» للفنانة غادة عبدالرازق، ومى كساب والفنان حسن حسنى ورغم أننى أعرف تماماً أنه لا يجوز الحكم على فيلم سينمائى من خلال الإعلان الترويجى للفيلم، ولكن حجم الاستفزازات التى يحملها التريللر هى ما تجعل أى فرد يتوقف عنده، وأول سؤال سيتبادر إلى الأذهان هو ليه غادة بتعمل كده؟ خصوصاً أنها تخطت مرحلة الانتشار وعدم القدرة على الرفض، وأعتقد أنها حققت فى الفترة الماضية قدرا معقولا من النجومية، وقدمت العديد من التجارب الناجحة والتى تحسب لها سينمائياً وتليفزيونياً ووصلت إلى مرحلة من النضج الفنى تجعلها تدقق فى اختياراتها فهل مازالت غادة فى حاجة إلى التعرى ومنافسة اللبنانية مروة فى إظهار مناطق أكثر من جسدها، والدخول فى وصلات ردح، وإفيهات جنسية، كل ذلك بدعوى أن البطلة أقصد غادة وجدت نفسها هى وشقيقتها وقد ورثن كباريه تركه لهما والدهما بعد وفاته لذلك فقد وجدت نفسها مضطرة لأن تتعامل بمنطق فتيات الكباريهات ويبدو أن المنتج محمد السبكى لم يبخل على غادة بعمل تريللر ملىء بالتحابيش إياها فغادة ترقص، وتشتم وتردح، ويلقى بها فى التخشيبة وغادة تبكى وتنهار، وتردد إفيهات من قبيل «الهنص فى الدنس» وهو الإعلان الذى أراه خادشا للحياء على جميع المستويات ولا أعرف لماذا صرح رئيس الرقابة بكل هذا القدر من الابتزال والذى لا يذاع فقط فى دور العرض ولكن على العديد من القنوات الفضائية؟ حيث تشعر أن الإعلان بات يحاصرك ليل نهار، والمفارقة أن السيناريو للكاتب المخضرم محمود أبوزيد، والذى يعز علىّ أن تكون عودته إلى السينما عن طريق التحابيش السبكية والتى بالتأكيد تأخذ من رصيده، كما ستأخذ من رصيد غادة عبدالرازق والتى أرى أنها تملك موهبة تمثيلية ليس عليها أن تختزلها فى هذه النوعية، وعليها أن تراجع نفسها جيداً فالفنان عندما يصل إلى درجة من التحقق عليه أن يتروى فى اختياراته، ويتمهل كثيراً قبل الموافقة على تجسيد أى شخصية، وكلامى لا يعنى أننى أطالب غادة أو غيرها بالمحافظة واختيار أدوار بعينها دون غيرها أبداً أنا لم أقصد ذلك؟ فنجمات كبار جسدن أدوارا لفتيات ليل، أو لنساء تضطرهن ظروفهن للانحراف ولكن بعيداً عن الفجاجة الفنية، ودائما ماتكون هناك شعرة مابين المعالجة السينمائية الحقيقية وتلك التى تمتلئ بالفجاجة الفنية، وهل ننسى مثلا فنانة قديرة بحجم لبلبة عندما جسدت دور «عاهرة» فى ليلة ساخنة مع المخرج عاطف الطيب، وهل ينسى أحدٌ مشاهد هدى سلطان المليئة بالغواية والإغراء فى فيلم «امرأة على الطريق» تلك أفلام وشخصيات ستبقى كثيراً فى الذاكرة لأنها تعاملت برقى وحس إنسانى فى حين أن غادة عبدالرازق ومن معها فى «بون سواريه» لا يجسدن سوى شىء واحد وهو «الفجاجة».