فاطمة خير

نوبى ولا مصرى؟

الجمعة، 26 فبراير 2010 02:17 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
جاءت حلقة «العاشرة مساءً» حول عرض تقرير مصر أمام المجلس الدولى لحقوق الإنسان فى جنيف ورأى بعض منظمات المجتمع المدنية فى ذلك، ملائمة تماماً من حيث التوقيت، الحلقة التى استضافت المحامى «حافظ أبوسعدة» - عضو المجلس القومى لحقوق الإنسان، والكاتب «سمير مرقص»، و«منال الطيبى» - مديرة المركز المصرى لحقوق السكن، دارت أبرز مناقشاتها حول ما يسمى بالقضية النوبية، صحيح أن الموضوع الأساسى كان مناقشة وضع مصر وفقاً للتقرير الذى سيعرض، وشرح أسباب عرض التقرير من الأساس وفقاً للمنظومة الدولية، لكن الأبرز بالطبع وما حصل على مساحة أكبر من الحلقة كان «القضية النوبية»، لكن لأن المتحدث عنها كان «الطيبى» وفقاً للمنصب الذى تشغله فى إدارة مركز حقوقى يتبنى الدفاع عن النوبيين على أجندة حقهم فى السكن فى أراضيهم (مجال نشاط المركز)، جاء النقاش غير متوازن؛ ولو أن دفة الحديث كان مقدراً لها من البداية أن تتجه نحو هذه القضية تحديداً؛ لكان بالأحرى أن يتم استضافة أكثر من متحدث يقدمون نقاشاً ثرياً عن هذه القضية بالغة الحساسية، حتى لا يتحول الأمر إلى تفريغ الحديث عنها من مضمونه، لتصبح «حاجة كده شبه الحديث عن حقوق الأقباط»، التى أصبح مجرد إثارة النقاش حولها جديرا فى حد ذاته بإشعال المعارك الكلامية، دون الدخول فى تفاصيل موضوعية، وحقائق موجودة بالفعل على أرض الواقع.

الأخطر من تجاهل قضية، هو تناولها مراراً بشكل سطحى، حينها يصبح المشاهد مؤهلاً لوضع أحكام مسبقة وتوقع نتائج غير حقيقية للنقاش (مهما بلغت جديته )، وهنا تقع الكارثة. ربما أن المسئولية التى تقع على عاتق صانع لبرنامج توك شو، خاصةً إذا كان يتمتع بشعبية كبيرة، هى أكبر مما يتصور هذا الشخص نفسه، فهو ببساطة «يصنع» الرأى العام، ولا يعكسه فحسب، لكن المؤكد أن صناع هذه البرامج صاروا يمتلكون الآن من ظروف الإنتاج ما يتيح لهم صناعة الفقرات على غير عجل، ما يضع على عاتقهم مسئولية أكبر.

وربما أن حلقة «العاشرة» تحولت دفتها إلى ما صارت عليه، لأن «الطيبى» كانت من الذكاء بحيث حولت دفة الحلقة لصالح القضية التى تتبناها، وربما أن «منى الشاذلى» استطاعت بسرعة بديهتها أن تلتقط الخيط الأكثر إبهاراً فى الحلقة لتمنحها مزيداً من البريق؛ لكن المؤكد أن «العاشرة» هو البرنامج الأكثر تأهيلاً لمناقشة ما أصبح يعرف بـ«القضية النوبية» مراراً وتكراراً؛ لقدرة «الشاذلى» على الإمساك بقوة بمقاليد ما سيجرى لو أنها استضافت آراءً متعارضة حول الموضوع، الذى يستحق نقاشاً مؤهلا للتكرار مراراً، لو أن ثمة إيماناً حقيقياً بأن التحركات على مستوى الساحة النوبية هى بالخطورة التى تستحق إثارة الجدل حولها، بشرط أن يتم استضافة من يستطيعون الحديث بصدق وإيمان حقيقيين، حتى لا تصبح النقاشات حول القضية تدور فى فلك: نوبى ولا مصرى؟






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة