شهر مارس شهر المرأة، يحتفل فيه العالم بيوم المرأة العالمى وعيد الأم، وبنظرة سريعة سنجد أن السينما المصرية عرفت المرأة مخرجة ومنتجة، وفى بدايات السينما لم تتردد نساء مثل عزيزة أمير وفاطمة رشدى وأمنية محمود وبهيجة حافظ فى اقتحام مجال الإخراج الذى كان حكرا على الرجال، لم يترددن فى أن يقفن على نفس الخط مع المخرج الرجل، فى وقت كان المجتمع المصرى مازال يخطو خطواته نحو الليبرالية.
وإذا كان معظمهن فضلن بعد ذلك التركيز فى مجال التمثيل فإنهن استطعن حفر أسمائهن كرائدات فى صناعة السينما المصرية والعربية، وجاءت بعدهن سيدات رغبن فى مواصلة المسيرة بحماس شديد لا يقل عن حماس من سبقهن، وظهرت منتجة مثل آسيا تتحمس للتجارب الفنية أياً كان مخرجها سيدة أم رجلا، وتحسمت لمخرج شاب هو يوسف شاهين وراهنت بكل أموالها حتى يخرج فيلمه «الناصر صلاح الدين» بالشكل الذى يرضيه فنيا، ولم تتردد نجمات مثل مديحة يسرى وماجدة فى تقديم تجارب إنتاجية متنوعة.
تلك كانت المرأة التى سمعنا عنها فى مجال الفن.. مكافحة، تقوم بجوار الرجال وتنافسهم بغض النظر عن النوع لأنهم فى النهاية مبدعون، ورغم تلك البداية القوية فإن دور المرأة تراجع فى السينما المصرية تماما مثلما تراجع فى المجتمع، وقلت الأسماء التى تتصدر الأفيش كمنتجة أو كمخرجة. بنظرة سريعة على الأسماء الحالية نادية حمزة، إنعام محمد على، أسماء البكرى، إيناس الدغيدى، ساندرا نشأت، هالة خليل، وكاملة أبو ذكرى، نجد أنهن مبدعات رائعات لكن عددهن قليل، وبالطبع يعود ذلك التراجع إلى طبيعة المجتمع المصرى الذى بات أكثر محافظة بعد فترات من المد الدينى المتطرف، والتى ساءت منذ أواخر الثمانينيات وحتى التسعينيات من القرن الماضى، إضافة إلى الفكر الوهابى الذى سيطر على الكثير من مظاهر حياتنا.
وتبدو الصورة قاتمة فى مصر، خصوصا مع الصور الفوتوغرافية التى نشرتها الزميلة روز اليوسف فى العدد قبل الماضى حول عدد المحجبات فى المجتمع المصرى، وهو خير دليل ومعبر عن ذلك، حيث جاءت صورة للفتيات فى مصر بالخمسينيات و لم تكن هناك فتاة واحدة محجبة وصورة أخرى توضح أن المحجبات مثلن جزءا من المجتمع فى الثمانينيات، زاد فى التسعينيات، لتأتى الصورة الرابعة وتوضح أن غير المحجبة باتت فى الألفية الثالثة كأنها غريبة عن الجتمع، وأصبحت لا توجد فتاة واحدة غير محجبة. تراجع الدور النسائى نجده متشعبا سواء فى السينما أو فى مجالات أخرى كثيرة، أحسسنا بمرارتها مع قرار الجمعية العمومية لمجلس الدولة والخاص برفض تعيين المرأة قاضية، وهو القرار الذى يعكس الوضع الحقيقى للمرأة بعيدا عن الكلام المتحذلق والمساواة التى باتت وهمية فى حقيقة الأمر.
والأكيد أن المرأة أصبحت أكثر خذلا من الرجل لأنها من زرعت فى أطفالها التميز منذ البداية، ولم أعد أتعجب أو أندهش عندما أصادف فتيات فى العشرينيات يرددن رغبتهن فى الجلوس بالمنزل بعد تخرجهن فى الجامعة أو المعهد.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة