قبل ساعات من عودته إلى أستراليا، بعد أن حل ضيفًا على مصر ضمن فعاليات الملتقى العربى لقصيدة النثر فى دورته الأولى، التقت اليوم السابع بالشاعر اللبنانى الكبير وديع سعادة والذى قال "أشكركم على هذا الاحتفاء الذى لا أستحقه، فهناك شعراء آخرون فى الظل يستحقونه أكثر منى"، وتابع "وأقول لشباب مصر كونوا أنفسكم، وتمردوا على أى واقعٍ ظالمٍ ومُظلم"، مضيفًا "وأقول لكم إن الثقافة بمعناها العميق ليست هى ثقافة الكتابة والأدب فحسب، وإنما هى ثقافة الحياة، وثقافة المفاهيم، وثقافة المجتمع والدولة، وأتساءل أين تصبح الثقافة حين نرى مئات فى شوارع القاهرة يتسولون ويستعطفون المارة؟، وأين تصبح الثقافة حينما نرى عائلات تنام فى المقابر؟، فالثقافة هى أن ألا يكون هناك ديمقراطية حقة بالفعل، وليست بالقول، وأن تكون هناك عدالة حقة ومساواة حقة بين جميع أبناء المجتمع، بحيث تكون الحقوق متساوية بين أى رجل فى الشارع، وأكبر مسئول فى السلطة، هذا ما رأيته فى مقر إقامتى بأستراليا وهذا ما لم أره فى أى دولةٍ عربية، ففى أستراليا مثلاً عُقبَ نواب ووزراء من قبل البوليس الأسترالى؛ لأنهم تخطوا معدل السرعة بسيارتهم على الطرقات بمعدل عشر كليو مترات لا أكثر، وفى أستراليا أيضًا اضطر وزير فيدرالى أن يقدم استقالته لأن ابنه استخدم الهاتف المحمول الخاص بالوزارة، واضطرت الوزارة أن تدفع فقط 200 دولار زيادة، ولأن ابن الوزير استخدم الهاتف فى غير خدمة الوزارة، اعتبر الرأى العام أن المائتين دولار هى من قيمة الضرائب التى يدفعها المواطنين الأستراليين، فقدم الوزير استقالته، فهل من وزير أو نائب عربى يصل إلى الوزارة إن لم يكن قد "سرق" بطريقة أو بأخرى أموال المواطنين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة