علا الشافعى

ناموا وارتاحوا .. تراثنا بأمان وميردوخ متعصب وليس يهوديا

الجمعة، 26 مارس 2010 02:07 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أخيراً تحدث الوليد بن طلال والذى جاء إلى مصر، متبرعاً بقاعة جديدة سميت باسمه فى الجامعة الأمريكية بالقاهرة حيث رصد مبلغ 10 ملايين دولار لإنشائها وقال إن هذه القاعة هدية من مواطن سعودى إلى مصر أم الدنيا، وعقد مؤتمراً صحفياً تحدث فيه بلباقة وبساطة وأصر على أن يؤكد ويشدد أن مصر «أم الدنيا» بالعربية وليس بالإنجليزية لغة الخطاب الذى استخدمه، وتحدث عن توشكى وأزماته والحكومة المصرية، ورئيس دولتها، غازل الجميع بلا توقف فى عبارات محسوبة بدقة وعندما سئل عما أثير فى الصحافة المصرية والعربية من لغط حول صفقته المشبوهة مع روبرت ميردوخ قال «تابعت بنفسى ما أثير حول هذا الموضوع، فميردوخ ليس يهودياً بل هو رجل أعمال أسترالى مسيحى كاثوليكى وأضاف: بفرض أنه يهودى فهذا هو البيزنس وعلينا أن ننفتح على الآخر».

وعن نفسى لا يهمنى ولايعنينى أن ميردوخ يهودياً أو مسيحياً فهو حر فى عقيدته، ولكن الأمير الذكى اللماح راهن على أدب الصحافة المصرية، وعلى أنه فى المؤتمر الصحفى سيلقى بإجابته دون أن يقاطعه أحد فالرجل جاء متبرعاً متمنياً كل الخير لمصر والمصريين.
ونتساءل هل لا يعرف الوليد مواقف ميردوخ المتزمتة ضد العرب والمسلمين بغض النظر عن ديانته فسلوكه ومواقفه وتوجهاته جعلته تاريخياً أكثر يهودية من اليهود، خصوصاً أنه بقى لفترة طويلة محسوباً على المحافظين الجدد، واستخدم وسائل إعلامه للترويج لأجندتهم السياسية، وكان من أشد أنصار العدوان على العراق، ناهيك عن تعصبه الأعمى لا لدولة إسرائيل فحسب، بل لحزب الليكود ويعتبر بنيامين نتنياهو من الضيوف الدائمين على قناته فوكس نيوز.

وإذا كان ميردوخ يخفى جذوره اليهودية إلا أن آراءه ومواقفه واضحة حيث يمول مجموعات لاتربطها صلة ببعضها البعض إلا أنها تنتمى إلى مايسمى بالمسيحيين المتصهينين فهل هذا يكفى الأمير أم لا؟

ورغم أن الأمير الوليد أكد أن التراث المصرى فى أمان وفى أيد شقيقة إلا أن ماقاله سبق وردده كل من قاموا بشراء تراث السينما المصرية، والذين أخذ بعضهم تعهدات بإعادة ترميم الأفلام والحفاظ عليها إلا أن هناك أفلاما لم نعد نعرف أين هى؟، وماهو مصيرها؟ وللأسف لم يعلق أحد من الحضور وبدا الجميع مرتاحين لإجابات الوليد النموذجية ولكن لماذا نعيب على الأمير الذى لايتعامل إلا بمنطق البيزنس ومسئولى الدولة المصرية بوزارتى الثقافة والإعلام لم يهتم أحد أو يتحرك للقاء هذا الرجل أو حتى طلب الاستفسار منه عن تصوراتهم لما قد يحدث فى تراث السينما المصرية، ويبدو أن علينا فى الوقت الحالى ألا نراهن على أحد منهم خصوصاً وأن مواقفهم باتت واضحة ومعروفة، ويكفى أنهم تركوا أصول مئات من الأفلام تتحلل ولانعرف إذا كان علينا أن نأمل فى وجود رجل أعمال مصرى مهموم بالشأن الثقافى ينقذ ما تبقى من تراثنا أو على الأقل التفاوض مع الوليد لشراء جزء من أفلامنا خصوصاً أن أغلبهم فى طريقه لإطلاق قنوات فضائية سينمائية متخصصة أم يبدو هذا تفاؤلاً لأن الواقع يؤكد أننا سنكتفى بالدعاء إلى ربنا بأن يهدى الأمير الوليد بن طلال بأن يحافظ على تراثنا ولايقوم ببيعه إلى مردوخ الكاثوليكى حسب تصريح الأمير - صاحب المواقف العدائية من العرب.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة