علا الشافعى

عم أحمد مازال يجلس أمام استوديو «الساعة» فى انتظار من ينصفه؟

الخميس، 01 أبريل 2010 07:58 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
صباح مثل كل الصباحات يستقيظ عم أحمد الفنى الذى يعمل بقناة الساعة الفضائية- وابتسامته لاتفارق وجهه وهو يشاهد أبناءه الثلاثة يستيقظون بالعافية وعلامات الكسل تكسو وجوههم غير راغبين فى الذهاب إلى المدرسة، يمازحهم ويدغدغهم فى حب مؤكداً لهم بساطته «لازم تصحوا.. المدرسة دى وظيفتكم فى الحياة، زى ما أنا كل يوم بصحى عشان أروح المدينة لأن ده أكل عيشنا» وفى هذا اليوم طالبه ابنه الصغير بأن يجلس لدقائق ليتناول إفطاره معهم، وأمام إلحاح الابن يرضخ عم أحمد لرغبة ابنه قائلاً له: «ماشى ياعم كده مش هلحق عربية الإنتاج هاخد مواصلات على حسابك».

يبدأ عم أحمد رحلته اليومية يدخل إلى الاستديو بعد أن يتبادل التحية مع زملائه وأصدقاء العمل، ويعرف جيداً أن عمله فى هذا المكان جزء من رحلته اليومية فى التجول بين عدد من القنوات، وتلك القناة مرتبه فيها لمصاريف المدارس وجزء من الإيجار، والقناة الأخرى للعيشة ومصاريفها وغيرها...فى حالة المرض والتزماته تجاه والديه.

عم أحمد استكان إلى تلك الحياة وتكيف معها، ودائماً ما يحمد الله، ولا يطلب إلا دوام الحال والستر وأن تظل الأوضاع مستقرة لا يعنيه كثيراً إذا تأخر المرتب لبعض الوقت فهو فى النهاية سيحصل عليه، ويسد جزءا من التزاماته وعندما يشعر عم أحمد للحظات بالمرارة من كثرة الأعباء وإحساسه بعدم الأمان الذى يلازمه خوفاً من أن يغلق باب رزق فجأة، لا يستسلم لأنه لايملك رفاهية الاستسلام أو الشكوى فهذا هو حال الدنيا، والأولاد عايزين يتربوا، وأم العيال مابتبطلش طلبات: والأسعار نار.

هذا هو حال عم أحمد الفنى فى قناة الساعة، وهو حال الكثير من المصريين العاملين هناك بدون عقود، والذين باتوا مرهونين برغبات شخصية لمسئولين وضحايا لمماطلة وتسويف إدارة قررت فجأة إغلاق القناة. وهى اللحظة التى لا تفارق خياله يومها كان عم أحمد يمارس عمله بنفس الهمة والنشاط وبسرعة شديدة، وأغلب ضيوف القناة أصبحوا أصدقاء من كثرة ترددهم، لم يصدق نفسه عندما اسودت الشاشة وتعامل مع المسألة على أنها «غمة وهتنزاح»، ولذلك فهو يعيش على أمل أن الأزمة سيتم حلها، ويستمر فى الذهاب إلى القناة يومياً على أمل أن يسمع جملة واحدة «يالا دقيقتين على الهوا» ولكنه وجد أن الكل يتهرب من مواجهة العمال والعاملين ولم تشفع له دموعه ولا دموع زملائه الذين باتوا بلا عمل فجأة وبدون مقدمات دون أن يتمكنوا من ترتيب أنفسهم خصوصاً أن سوق الميديا بقى بعافية على حد تعبيره وأغلبه يتم العمل فيه بنظام الصحبة والشللية.

لم يعتمد عم أحمد على الجلوس فى منزله لذلك فهو يستيقظ كل يوم فى نفس الموعد، وبالطبع أصبح يذهب بالمواصلات على حسابه، فلم تعد هناك عربة إنتاج يأخذها، ويذهب بها إلى المدينة.

عم أحمد مازال يجلس أمام باب الاستديو على أمل أن يرى أحدا من المسئولين فى القناة على أمل أن يخبره أحد من مسئولى القناة بعودة البث من جديد أو يعطيه حقوقه والتى صارت فى علم الغيب.






مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة