ليس المقصود هنا بالطبع، رقم هاتف الإعلامية الأكثر شهرة فى العالم «أوبرا وينفرى»، ولا حتى جهاز المحمول الخاص بها!
المقصود ببساطة، هو الحملة الرائعة التى تقودها «وينفرى»، من خلال برنامجها اليومى، لأجل خفض نسب حوادث المرور فى الولايات المتحدة الأمريكية، بعدما وصلت إلى معدلات غير مسبوقة.
المذهل، أن الحملة ساهمت بالفعل فى تقليل عدد الحوادث، والضحايا بطبيعة الحال. أما كل ما تفعله «وينفرى»، فهو تخصيص دقائق معدودة فى نهاية كل حلقة من الموسم الحالى، كنشرة خبرية لإعلان عدد الحوادث المرورية، وضحاياها،.. وأسبابها!.
ووفقا للمتابعة التى تتم على أساس علمى، ثبت بالدليل القاطع، أن التحدث فى التليفون المحمول، أو كتابة الرسائل من خلاله، أو حتى قراءتها، هو أهم أسباب الحوادث!، وبناءً على ذلك قررت الإعلامية الأكثر تأثيراً فى الرأى العام الأمريكى (والعالمى)، أن تركز حملتها اليومية، على الدعوة لمنع استخدام المحمول أثناء قيادة السيارة على الإطلاق، وإن تم ذلك فيكون من خلال السماعات للرد فقط، وعدم كتابة أو قراءة الرسائل، وذلك حمايةً للأرواح.
وللبرهنة على صحة قناعتها فى التقليل من الأرواح المهدرة بسبب المحمول، تواصل «وينفرى» بدأب يومى شديد، الإعلان عن تناقص الحوادث بشكل عام، وتلك المترتبة على استخدام المحمول أثناء القيادة بشكل خاص، كى تدفع المشاهدين للتفاؤل، ولإشعارهم بأن ثمة نتيجة للجهد المبذول.
إنها حملة إعلامية جاهزة، كل ما يلزمنا هو نقلها «بحذافيرها» كما هى، فى كل البرامج ذات الشعبية، وتكثيف الضغط الإعلامى، حتى يصبح كل مستخدم لتليفونه المحمول أثناء قيادة سيارته، هو مجرم فى نظر الجميع، وألا يكون ذلك فعلاً غير لافت للنظر، وكأن مؤامرة تدور بين الجميع، للتغاضى عن فعل يعرض حيواتنا جميعاً، بل وحيوات أبنائنا للخطر يومياً.. بل فى كل لحظة.
كل صورة لقائد سيارة يتحدث فى محموله، ستفضحه أمام نفسه والجميع، وكل تسجيل فيديو لآخر - مهما كان قصيراً- يعنى أن كلاً منا سيتأكد أنه مراقب فى كل لحظة ومن الجميع.
الفكرة بسيطة، وتطبيقها سهل، ونتائجها ستكون مذهلة، لو أننا آمنا فقط، أن لبرامج التليفزيون وظيفة أخرى، غير «شعللة» المناخ العام.