أصبح كل مايتعلق بفيلم «المسافر» الذى أنتجته وزارة الثقافة المصرية، أشبه باللغز الذى يتطلب وجود مجموعة من المغامرين لفك رموزه وطلاسمه، ولا أقول هذا من باب التهكم أو السخرية، ولكن الوضع بات غريبا، فالفيلم يسافر إلى مهرجانات فى المشرق والمغرب ويمثل مصر فى دول عدة ويشاهده فئات مختلفة ومتنوعة من الجمهور، ماعدا الجمهور المصرى الذى يبدو أن الوزارة تخشى فكرة أنه لا سمح الله قد لا يستطيع المتلقى المصرى التعاطى مع لغة الفيلم.
وأعتقد أن هذا هو السبب الرئيسى الذى جعل الوزارة تقرر سحب الفيلم من المسابقة الرسمية بالمهرجان القومى للسينما المصرية الذى اختتمت فعالياته مؤخرا، والغريب أن مسؤولى الوزارة خرجوا علينا بتصريحات تؤكد أن ماحدث من الوزارة هو نوع من النزاهة التى يجب أن تشكر عليها وهو قول حق يراد به باطل، ولن أتحدث عن فيلم «عصافير النيل« الذى حصل على دعم من وزارة الثقافة المصرية ولم يتم تمويله بشكل كامل مثلما حدث مع فيلم«المسافر»، ولكن سأتحدث عن الأفلام التى ينتجها المركز القومى للسينما فى مجالى السيمنا الروائية القصيرة والتسجيلية، وأفلام المعهد العالى للسينما، ومشروعات التخرج لطلبة قصر السينما.
بحسبة بسيطة ونظرة سريعة فإن كل هذه الأفلام من إنتاج وزارة الثقافة المصرية، وبعضها تمول بشكل كامل من ميزانيات تلك الجهات التابعة لوزارة الثقافة، وأستثنى منها مشروعات التخرج التى يتحمل الطلبة جزءا لإنجازها، واسأل وزير الثقافة ومسؤولى الوزارة.
لماذا لم يتم سحب هذه الأفلام أيضا من باب العدالة والنزاهة؟ كنت أتفهم الموقف مثلا لو قررت الوزارة التأكيد على أن فيلم «المسافر» يمكن له أن ينافس على الجوائز فى كل الفروع الفنية فيما عدا جائزة الإنتاج وهذا هو منطق الأشياء، فيوسف شاهين عندما قرر الانسحاب من المنافسة بأفلامه كان ذلك فقط فى عنصر الإخراج ولم يصادر على باقى العناصر الفنية، نفس الحال للكاتب الكبير وحيد حامد الذى انسحب من المنافسة على جائزة السيناريو ليعطى الفرصة للمواهب الجديدة.
والسؤال الذى يطرح نفسه: هل تعاقب وزارة الثقافة المبدعين الذين يعملون فى أفلام من إنتاجها؟ وهل يعتبر ما حدث دعوى مستقبلية لعدم العمل فى أفلام تنتجها وزارة الثقافة؟ أم أن هناك لغزا كما قلت ويحتاج للمغامرين الخمسة أو الشياطين الـ13 لفك طلاسمه؟ ولكننى أعتقد أن العميل أدهم صبرى سيكون الأنسب!
سؤال أخير: متى سيعرض فيلم المسافر بدور العرض، خصوصا أنه تأجل كثيراً؟ أعتقد والله أعلم أنه سيعرض قبل شهر رمضان المبارك لضمان نسبة مشاهدة عالية!