مخطئ من يرفع قضية مقتل المواطن المصرى محمد مسلم فى لبنان والتمثيل بجثته، إلى مرتبة أنها دليل على ضياع هيبة مصر وضعفها أمام الآخرين، فقصة الضعف وضياع الهيبة لها أسبابها الأخرى، أسباب تبدأ من ضعفنا فى الداخل بسبب غياب الديمقراطية، وتمر عبر رفع الصيحات الغاضبة فى غير موضعها، أسباب الضعف تكمن فى الصمت الكبير أمام اللصوص الذين يسرقون قوت يومنا بالقانون، وتكمن فى الانصراف عن النضال من أجل التغيير.
مقتل محمد مسلم والتمثيل بجثته، فعل مرفوض يستوجب الإدانة على كل الأصعدة بقدر تأكيدنا على إدانة القتيل نفسه، لو ثبت أنه قتل بالفعل طفلين وقتل جدين، واغتصب طفلة صغيرة.
أسهل الأشياء التى يمكن أن تقال فى مثل هذا الحادث، تلك التعبيرات من قبيل، "كرامة ودم أصغر مواطن مصرى يجب أن يكون أقوى وأعز من أى علاقة مع أى دولة أخرى، أو كلمات من نوعية، أن "أهل هذه البلدة إذا كانت الدماء تجرى فى عروقهم، فلماذا لم يحرروا لبنان من أيدى اليهود بدلا من هذا الشاب الأعزل"، والغريب أن هذا الكلام بالتحديد يفتقد إلى المنطق، فلبنان حرر جنوبه من الاحتلال الإسرائيلى بفعل مقاومة بطولية، راح فيها آلاف الشهداء عند ربهم يرزقون، والمفارقة أن أول عملية بطولية تم تنفيذها ضد الاحتلال عام 1983، كانت من البلدة التى جرى فيها مقتل محمد مسالم والتمثيل بجثته، وذلك طبقا لرواية لبنانيين.
فلنرفع جميعا صوت الإدانة لما حدث لمحمد مسلم، ونطالب بالتحقيق العادل فيما جرى، لكننا فى نفس الوقت نرفض تلك اللغة العنترية التى لا ترى غير نفسها، وأرى أن ما ذهب إليه الأستاذ طارق عامر فى تعليقه على مقالى بالأمس صحيحا إلى حد بعيد، بقوله إن ما حدث إساءة للمسلمين جميعا.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة