سعيد الشحات

يوم قال مانديلا لمحمد فايق: تأخر لقائى بعبد الناصر 30 عامًا

السبت، 31 يوليو 2010 11:57 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
أختتم اليوم الحلقات التى بدأتها عن وقائع حوار مع السياسى الكبير محمد فايق، رجل جمال عبد الناصر فى إفريقيا، وفى الحلقات الخمس الماضية كشف الرجل عن حقائق هامة عن كيفية مساندة مصر لإفريقيا حتى تحررت من الاستعمار، وكيف أدى ذلك إلى فوائد اقتصادية كبيرة لمصر، حيث أصبحت إفريقيا سوقا كبيرة للمنتجات المصرية، كما أصبحت الدول الإفريقية سندا كبيرا للقضية الفلسطينية فى المحافل الدولية.

حكى لى محمد فايق كيف كان لقاؤه الأول بالزعيم التاريخى نيلسون مانديلا بعد خروجه من سجون التمييز العنصرى فى جنوب إفريقيا والذى استمر 27 عاما، وكم كان جمال عبد الناصر هو الحاضر الغائب فى هذا اللقاء، يقول فايق: "ذهبت إلى جنوب إفريقيا ضمن وفد دولى لمراقبة الانتخابات التى تقررت بعد خروج مانديلا من السجن، وحين قابلته فوجئت به يقول لى: "تأخر لقائى بجمال عبد الناصر 30 عاما"، وتذكر مانديلا وقائع زيارته إلى القاهرة فى مطلع الستينات من القرن الماضى، وكنت أرتب له لقاء مع عبد الناصر، لكن الظروف أجبرته للعودة بسرعة إلى بلاده، وذلك قبل اللقاء بيومين، وتم القبض على مانديلا ليدخل السجن، ورغم سنوات السجن الطويلة لم ينس الرجل أبدا أنه كان على موعد للقاء عبد الناصر الذى اعتبره محرر إفريقيا، أضاف فايق: "تخيل كم كان نفوذ مصر فى القارة، فدولة مثل جنوب إفريقيا هى فى أقصى جنوب القارة ونحن فى شمالها، ومع ذلك يأتى قادتها إلى مصر طلبا للعون".

ابتسم فايق وأنا أقول له: "مانديلا رأى فيك واحد من روائح جمال عبد الناصر الذكية، ولهذا حين رآك شعر أنه يرى عبد الناصر بعد ثلاثين عاما، كانت هذه الابتسامة مدخلا لانتقالى فى الحديث معه حول، كيف له بكل هذه الإنجازات وهو بعد لم يكن دخل الأربعين من عمره حتى تم القبض عليه فى قضية الخلاف مع الرئيس السادات عام 1971، ودخل السجن لمدة تزيد عن 8 سنوات، ومنذ نهاية الستينات تولى وحتى خروجه إلى السجن شغل فايق مواقع وزارية مثل وزير الإرشاد القومى ووزير دولة للشئون الخارجية".

سألت محمد فايق عن وضعه بالنسبة للشئون الإفريقية بعد توليه مناصب وزارية فأجاب: "لم أترك الشئون الإفريقية حتى عام 1971، وحين توليت وزارة الدولة للشئون الخارجية أضيف إليها الشئون الآسيوية وكان هذا جديدا على، ولم يخترنى الرئيس جمال عبد الناصر لوزارة الإرشاد القومى، وبالمناسبة كنت أرفض وضع كشك للحراسة أمام منزلى بعد أن أصبحت وزيرا"، المهم أن الرئيس عبد الناصر قال لى: "سوف نثقل عليك لأن الشئون الإفريقية سوف تظل ضمن اختصاصاتك، والحق أننى لم أكن أتصور أبدا أن يأتى يوما وأترك فيه إفريقيا".
انتهى









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة