مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى لقطة ذكية، طرحت الزميلة جريدة الدستور فى عددها الصادر أمس، سؤالا على المعلقين الرياضيين الذين أشعلوا الأزمة بين مصر والجزائر:" ماذا يقولون بعد زيارة الرئيس مبارك إلى الجزائر؟".
سؤال "الدستور" ذكى، وأجاب عليه مدحت شلبى ومصطفى عبده وكريم حسن شحاتة وهشام فهمى من إذاعة الشباب والرياضة، وبالطبع فإن القائمة ينقصها أسماء أخرى أشعلت الأزمة مدفوعة برؤى تافهة وأداء عقيم ووعى سطحى.
المثير فى الإجابات التى جاءت فى الدستور أن أصحابها أداروا ظهورهم تماما لكل آرائهم السابقة، بل وصل الأمر بمدحت شلبى إلى القول إن "الشعبين تربطهما روابط إنسانية عميقة، وأنه سيخرج لاستقبال فرق الجزائر التى ستحضر إلى القاهرة للقاء الأهلى والإسماعيلى".
لم يفهم هؤلاء منذ اللحظة الأولى لانطلاق الأزمة، أنه لا خصومة دائمة فى السياسة، وأن صديق اليوم قد يكون عدو الغد والعكس أيضا، وإذا كان الأصل فى العلاقة بين مصر والجزائر هو الأخوة والتضحيات المتبادلة التى تحفظها صفحات التاريخ بحروف من نور، فإن أى وضع ينكر ذلك يظل تعبيرا عن وضع شاذ، يريد القائمون عليه فى الطرفين إشعال الفتنة من أجل مصالح ضيقة.
لم يفهم جهابذة الفتنة فى البلدين حقائق التاريخ، فأداروا معاركهم وللأسف تعامل معهم الغوغاء على أنها معارك وطن، تصل فى أهميتها قامة معارك التحرير من الاستعمار، ولأن كل ذلك افتقد إلى المنطق وخاصم التاريخ والجغرافيا، وكان كجذر شجرة مخوخة، رأينا المسئولين عنه يتراجعون بكل سهولة، ولمجرد زيارة قام بها الرئيس مبارك إلى الجزائر، ولو تأملناها جيدا سنجدها زيارة طبيعية لأنها تعبير عن الوضع الصحيح الذى يربط البلدين.
المفيد فيما حدث هو أن نقرأ تراجعات الإعلاميين الذين أشعلوا الأرض نارا بين البلدين، ليس على نحو أنه عود حميد وفقط، ولكن على نحو أن نحذر منهم فى تناول ما يطرحونه فى القضايا الكبرى والمفصلية التى تحدد مصائر بلد، وهو المصير الذى لا يمكن السماح بالعبث فيه مهما كانت هزائم كرة القدم.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة