لفت نظرى العديد من التعليقات التى جاءت على خبر إحياء المطرب الكبير محمد منير حفلا غنائيا بعد وفاة شقيقه «فاروق» بـ 4 أيام، حيث حمل بعض التعليقات سخرية، وأكد أصحابها كيف يكون حزينا، وهو يقف على المسرح ليغنى!.
بعض المهن وللأسف يضطر أصحابها إلى كبت مشاعرهم وعدم الاستسلام لأحزانهم، لان هناك ارتباطات وعقودا موقعة، «وحفل تم الاتفاق عليه، وضيوف من خارج مصر»، هذه هى الحالة التى بسببها اضطر منير إلى أن يقاوم أحزانه، بسبب التزام أدبى، ومنير بهذا الموقف ضرب مثلا شديد الاحترام للفنان الذى يحترم نفسه وجمهوره وفنه، فهويعرف تماما أنه يعمل بمهنة لا ترحم، فالجمهور قد يقدر حزنه، ولكن منظمى الحفلات والمسؤولين عنها قد يتكبدون خسائر فادحة، وليست هذه هى المرة الأولى التى يضطر فيها منير للغناء رغم أحزانه، حيث تكرر معه المشهد بكل تفاصيله منذ عامين ونصف العام عندما توفى شقيقه «سمير» وفضل منير الاعتذار عن حفلة بالأوبرا، إلا أن شقيقه فاروق الذى كان وقتها حيا يرزق، هو من أصر على أن يلتزم منير بالتزامه وشجعه.
ولكن هذه المرة كان منير بمفرده، وحزنه مضاعف مرات ومرات، بعد أن فقد فى أقل من ثلاثة أعوام شقيقين كانا بمثابة الأب والمربى له، فى الماضى كان الجمهور يصفق للفنان الذى يقوم بموقف مماثل لمنير، ويقدرون تغلب أى فنان على أحزانه لصالحهم، ولكن جزءا كبيرا من هذه التعليقات يكشف إلى أى مدى يتراجع المجتمع، وأن هناك تيارات باتت شديدة المحافظة لا تفرق بين نجم بحجم وتجربة منير، وآخرين لا يعرفون من الفن سوى أضوائه.
تحابيش السبكية
يبدو أن موسم أفلام عيد الفطر بات بمثابة موسم البواقى والفُضل فى الأوكازيونات، بعد أن كان من أهم المواسم فى السينما المصرية، وأكثرها تحقيقا للإيرادات، إلا أنه بات وبقدرة قادر موسما «خالى الدسم، منزوع النجوم» اللهم فيما عدا فيلم النجم هانى رمزى، وكلامى هنا لا يعنى التقليل من الأفلام المعروضة رغم تفاوت مستوياتها والأفلام التى تعرض خلال هذا الموسم «ولاد البلد»، و«سمير وشهير وبهير»، و«الرجل الغامض بسلامته»، و«عائلة ميكى».
واللافت للانتباه هو تصدر «ولاد البلد» للإيرادات فى موسم العيد، رغم تدنى مستوى الفيلم، وأنه لا يحمل سوى التحابيش السبكية المعروفة التى باتت علامة مميزة للسينما التى ينتجها أحمد السبكى، «شوية رقصات على كام مطرب شعبى وكله بيرقص وبيغنى، ومافيش مانع من كلمتين فى السياسة، وعما حدث فى مباراة مصر والجزائر بأم درمان»، وهو فيلم يخاصم أبجديات وفن السينما، أما «سمير وشهير وبهير» فإنه فيلم يحمل أفكارا مختلفة، وكوميديا تتماشى بشكل كبير مع جيل كامل من المراهقين، وهو ما نجح فى تحقيقه صناع الفيلم.
والتساؤل الذى يفرض نفسه هنا: هو كيف لفيلم مثل «أولاد البلد» أن يتصدر الإيرادات، فهل يعود ذلك لطبيعة الجمهور الذى يرتاد السينمات فى هذا الوقت، أم أنه كما سبق أن وصفناه أصبح موسم البواقى والفُضل بالنسبة للمنتجين الذين أصبحوا يتهافتون أكثر على موسم عيد الأضحى؟!.