أكرم القصاص

الإنسان كان أصله مرشح

الأربعاء، 02 نوفمبر 2011 08:05 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
السياسة عموما ملعونة، والسياسيون مناورون وكثيرا ما يكذبون، هذه المقولات تسود الآن، بعد أن أصبحت الانتخابات والمقاعد والترشح هى المحرك الرئيسى لكل المعارك. وهى التى تدفعنا للخلف خطوات كلما تقدمنا خطوة، والتى ينفذ منها ويلعب عليها المجلس والحكومة والأيادى الخفية.

السياسة فى كل دول العالم بها مناورات ونسبة من الأكاذيب، والألعاب، وتستخدم فيها الأسلحة، وأحيانا الضرب فوق أو تحت الحزام، ولم توجد طريقة غير الانتخابات يختار بها المجموع من يديرون نيابة عنهم وتحت رقابتهم، لكن يمكن القول بأن هناك نسبة عالمية لمناورات السياسة، وهذه النسبة مثل التلوث تجاوزناها، مثلما تجاوزنا النسب المسموحة للكبد الوبائى، وكأن الإنسان أصله مرشحا وليس مواطنا، تناسى كبار المناورين ونجوم المترشحين، أن الوضع الانتقالى يحتاج من الجميع لأن يسعوا لوضع قواعد اللعب وتحديد مساحات الملعب، قبل أن تبدأ المباراة.

وفضلوا أن يلعبوا بالقواعد القديمة الفاسدة، والقوانين المشكوك فيها، وبلا حدود للملعب، أو أسقف للمناورات، وانتهى الأمر بمئات يجرون فى الملعب ومئات يلقون بالحجارة، وعشرات يمسكون بتلابيب بعضهم، السياسة تركزت عندنا فى كل ماهو مناورات وخلت من الرغبة فى اللعب النظيف، وانتهى الأمر بالمواطنين وهم أكثر حيرة، يتفرجون على صراع الديوك.
ليست معارك من أجل الحق والعدالة لكنها من أجل الانتخابات، والكراسى والكاميرات، بغض النظر عن مصالح الناس والقانون والعدل.

المتقاضون يدفعون ثمن إغلاق المحاكم ومنع القضاة، ربما هناك عشرات ومئات الأبرياء ينتظرون حكم العدالة لإخراجهم من سجن ظالم، أو صاحب حق يريد استعادة حقه المغتصب من سنوات، كل هؤلاء ضاعوا وتم نسيانهم وسط صراع انتخابى، المستشار أحمد الزند رئيس نادى القضاة كان محسوبا على النظام السابق، ووجدها فرصة.. دخل المعركة وعينه على الانتخابات وليس على القضاء. رأيناه فى مواجهة محامين كبار مثل سامح عاشور ومنتصر الزيات، وهم أيضا مرشحون لانتخابات النقابة.

غريزة الانتخابات تختفى خلف شعارات الاستقلال والحصانة، والمجتمع كان يراهن أن يجد لدى رجال القانون والقضاء إجابات عن أسئلة مطروحة، وأن يشرحوا للناس تعقيدات القوانين وألاعيب البيانات الدستورية، وغوامض الانتخابات، لكن الناس وجدوا أنفسهم أمام صراعات انتخابية ورغبة فى الأضواء تتجاهل حق المواطنين، فلا القضاة استفادوا ولا المحامين من المعركة، بل إن صورتهم اهتزت وتمزقت، ولم يبق منها سوى تجارة انتخابية بائرة.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة