الزمان : صلاة ظهر الجمعة 28 يناير
المكان: مسجد مصطفى محمود
كنت أنتظر خطبة الجمعة بترقب شديد لا يخلو من حقد مسبق على شيوخ السلطان، توقعت أن يأمرنا بالعودة للمنازل وأن نجنح للسلم وألا نخرج على الحاكم حتى وإن كان ظالما، وأن نعفو عند المقدرة، وأن نرحم من فى الأرض ليرحمنا فى السماء، إلا أن خطيب مسجد مصطفى محمود الذى لا أعرف اسمه ولم يترك لى الزحام فرصة لرؤيته كان سببا فى إشعال حماس المتظاهرين المشتعل أساسا.
وكان مشهد الصلاة ملحمة أخرى تضاف إلى سلسلة ملاحم الثورة العظيمة، فكنا نجلس على الرصيف المواجه للمجلس خلف الرجال وعلى يمينى زميلتى «شيرى مرقص» وعلى يسارى «ميريت إبراهيم» نؤدى الصلاة فى خشوع وينتظرون لحظة الانطلاق، وعندما بدأ خطيب الثورة فى إلقاء كلمته أكد على حرية الرأى والتعبير وعلى الحق الذى لابد وأن ينتصر وللنهاية السعيدة للفساد والاستبداد وطلب منا أن نكملها «سلمية» كما كانت فى ثلاثاء 25 يناير المجيد.
واستمر الشيخ فى خطبته وكلما قال كلمة دلل عليها من القرآن والسنة ليقاطعه المصلون الثوار بالتصفيق الحاد والتكبير مسلمين وأقباطا، أنهى الرجل خطبته وبدأ فى الدعاء وقال «اللهم عذب حكامنا الظالمين، اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك، اللهم أصلح شأن مصر وأبنائها وشبابها، اللهم إذا أردت بمصر فتنة فتوفنى غير مفتون» ويهتف الثوار «آمييييييييين» وتهتف «شيرى» آمين وتردد «ميريت» آمين غير عابئين بجرح كنيسة القديسين الذى لم يندمل ومصر منه بريئة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة