محمد الدرينى.. أخبره أحد الضباط أن العادلى سيسمح بوضعه فى «شمس الأنبوبة»

الخميس، 31 مارس 2011 09:15 م
محمد الدرينى.. أخبره أحد الضباط أن العادلى سيسمح بوضعه فى «شمس الأنبوبة» محمد الدرينى
رانيا فزاع

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لم يكن يعلم محمد الدرينى، الناشط الشيعى المعروف وأحد أشهر المعتقلين السياسيين، أن ما حدث له بسجون مبارك سيظل متعلقا بذاكرته و لا يستطيع محوه، أيام الدرينى فى سجن مبارك مرت عليه كأنها سنوات وأزمنة كل لحظة بها أثرت به، وتعلم منها بدءا من أول يوم له بالمعتقل عام 2004 هذا اليوم الذى يمثل للدرينى لحظة تاريخية يقول عنها «اصطحبنى وقتها عدد من الضباط وأرسلونى لمعتقل بطن الحوت الذى لا تتجاوز مساحة الغرفة فيه الـ80 سم عرضا و60 سم طولا ويوجد به عدد كبير من المعتقلين، مما كان يمنعهم من النوم بصور طبيعية ويجعلهم طوال الوقت يلجأون للنوم وهم جالسون أو حتى واقفون.

يوميات الدرينى فى المعتقل لم تكن مثل مثيلاتها حيث كان يستيقظ الساعة السادسة صباحا على دقات عدد من الحراس ليصطحبوه إلى عدد من ضباط أمن الدولة، ليحاولوا إقناعه بعدم العمل فى السياسة.

20 هو رقم لا ينسى بالنسبة للدرينى فهو رقم الزنزانة التى شهدت تعذيبه وقمعه ومنعه، حيث كان يتم منعه من الحديث مع زملائه من السجناء والحراس و حتى الاستحمام، حيث كان يضطر إلى تقديم طلب لوزير الداخلية حبيب العادلى يسمح له بالاستحمام، وما كان من العادلى إلا أن سمح له بذلك وسط الجنود.

تعذيب الدرينى فى المعتقل كان دائما مصحوبا بالضرب، قائلا إنهم كانوا يجردونه من كل ملابسه فيما عدا ما يستر العورة، ويتم تعذيبه بالضرب بالكهرباء والعصا وسبه بأبشع الألفاظ، بل كانوا يستخدمون طرقا فى تخويفهم من خلال قيام الجنود بالذهاب لهم ليلا ومحاولة إخافتهم كأنهم أشباح، وأكد الدرينى أن هذه طريقة من طرق الضغط النفسى على المعتقل بما يساعد على فقدان عقله.

كان أصعب ما مر على الدرينى داخل المعتقل هو عدم قدرته على رؤية عائلته، حيث مدة الزيارة لا تتجاوز الـ5 دقائق قائلا: «كانت الزيارة لا تتجاوز مدتها خمس دقائق موضوعين فيها تحت المراقبة الشديدة ويتنصت الضباط على كل ما نقول، فى حين كان يتاح لأعضاء الجماعة الإسلامية مدد طويلة».

الانتقال من مرحلة لأخرى داخل معتقل، بدأت مع الدرينى عندما تحرك من سجن بطن الحوت إلى السجون داخل مقر أمن الدولة أو «عاصمة جهنم» كما يطلق عليه السجناء وهناك تم تصنيفه بأنه سجين خطر فوق العادى حيث تم حبسه مدة 40 يوما عانى فيها كل أنواع التعذيب.

الموقف الذى لا يستطيع الدرينى أن ينساه هو عندما قال له أحد الضباط إن وزير الداخلية سيسمح بوضعه فى «شمس الأنبوبة»، التى اندهش الدرينى منها فى البداية ولكن اتضح له بعد هذا أنها عبارة عن زنزانة طولها متر ونصف وبها فتحة صغيرة للشمس على شكل أنبوبة لذا يسمونها بشمس الأنبوبة.

أبرز الشخصيات التى تعرف عليها الدرينى خلال تواجده بالمعتقل أعضاء الجماعات الإسلامية، موضحا أنه كان على علاقات إنسانية جيدة، كما كمانوا يتبادلون الرسائل من خلال مساجين يتم إطلاق سراحهم، مضيفا أن هذه الطريقة ساعدت على تأصيل علاقته بعبود الزمر حيث قام بإرسال رسائل عديدة له بعد ذلك.









مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة