كان لزلزال ثورة 25 يناير الذى أسقط نظام الرئيس السابق حسنى مبارك توابع هزت أحزاب المعارضة الرسمية، وأصبح قطاع واسع من النشطاء السياسيين فى مصر يؤمنون بأن هذه الأحزاب سقطت مع سقوط النظام، لكن فى المقابل يؤكد الدكتور السيد البدوى رئيس حزب الوفد أنه لا أحد يستطيع تحطيم الوفد وأن الأيام ستثبت للجميع أن هذا الحزب هو ضمير للأمة، ويعتقد أن بعض القوى السياسية الجديدة وعلى رأسها الجمعية الوطنية للتغيير تستهدف حزب الوفد بسبب ما سماه بالغيرة السياسية، بالإضافة إلى تفاصيل أخرى فى سياق الحوار التالى..
◄◄ أين كان الوفد من ثورة 25 يناير؟
- بعد أن نجحت الثورة، وأصبح الحديث عنها لا يعنى قفزاً عليها أتحدث عن دور الوفد، وهنا أشير إلى أن الحزب قرر يوم 23 يناير المشاركة فى المظاهرات، وقمنا بطباعة أعلام الوفد، وأول مظاهرة أمام مقر الإذاعة والتليفزيون كانت وفدية 100%، خرجت من مقر الحزب وتصدرها محمد مصطفى شردى ورامى لكح وحسام الخولى رئيس لجنة الشباب، بالمشاركة مع قيادات من القوى السياسية، وفى نفس اليوم أعلن الوفد فى مؤتمر صحفى حضرته جميع وكالات الأنباء المحلية والعالمية أن رئيس الجمهورية فقد شرعيته، وطالبناه بأن يترك منصبه، وبالمناسبة كان الوفد هو المؤسسة الوحيدة فى مصر التى عقدت مؤتمرا صحفيا فى هذا اليوم رغم أننى وقيادات الحزب تعرضنا لضغوط وتهديدات شديدة حتى نتراجع عن هذا المؤتمر، وعقد الحزب أيضاً مؤتمراً صحفياً يوم 28 يناير، وأعلن فيه للمرة الثانية أن النظام فقد شرعيته وعليه أن يرحل، وكان شباب الوفد وأغلب قيادات الحزب منذ اليوم الأول للثورة مقيمين فى الميدان، ويكفى أن الحزب قدم 3 شهداء فى الثورة وكان أول حزب يدعو لتشكيل لجان شعبية، بالإضافة إلى الدعم اللوجيستى حيث أصدرنا جريدة يومية أثناء الثورة باسم ميدان التحرير دون أن يكتب عليها اسم الوفد، وكنا نرسل يومياً ألف وجبة إلى ميدان التحرير دون أن نعلن عن ذلك، كما تمت مصادرة سيارة أرسلها الوفد تحمل أدوية إلى المعتصمين ولم نعلن أيضا لأننا نعتقد أن كل هذه الأمور ليست منة وإنما هذا هو واجب الوفد وأقل القليل الذى يمكن أن يقدمه الحزب لدعم الثورة.
◄◄ هل ذهبت أنت إلى ميدان التحرير؟
- أنا الوحيد من قيادات الوفد الذى لم أذهب إلى ميدان التحرير حتى لا يقال إننى أقفز على ثورة الشباب، بالإضافة إلى أن قيادات الحزب رفضوا نزولى الميدان لنفس السبب لاسيما أن الشباب فى الميدان كانت لديهم حساسية شديدة تجاه أى قيادة سياسية تذهب للميدان وكانوا يتهمونها بالقفز على الثورة.
◄◄ هل ترى أن الثورة حققت جميع أهدافها؟
- الثورة حققت حلماً ليس للمصريين فقط وإنما للمنطقة العربية والعالم كله، وبكل تأكيد فإن النظام سقط والحزب الوطنى فقد شرعيته وأصبح حزبا سيئ السمعة، وهناك أمور لابد من اتخاذها حتى تعود الطمأنينة إلى الشارع المصرى لأن هناك مخاوف من محاولات الحزب الوطنى للقفز على السلطة، ولذلك لابد أن يصدر المجلس الأعلى للقوات المسلحة قرارا بحل المجالس المحلية التى تضم مندوبين عن الحزب فى كل قرية من قرى مصر وتعيين محافظين جدد لا علاقة لهم بالحزب الوطنى ولم يمارسوا السياسة من قبل، كما أرى ضرورة اتخاذ موقف من الحزب الوطنى واستعادة المقرات التى استولى عليها وتقدر بمليارات الجنيهات.
◄◄ هل تقبل انضمام أعضاء الوطنى إلى الوفد؟
- أكدت فى اجتماعاتى مع المكتب التنفيذى والهيئة العليا وشباب الحزب أن الوفد يرحب بشرفاء الحزب الوطنى لأنهم مواطنون مصريون، وهم أغلبية أعضاء الحزب، لكن رموز الفساد من أعضاء الوطنى فى أى قرية أو محافظة لن يكون لهم مكان داخل الوفد.
◄◄ هل ترى أن القوى السياسية الجديدة تسعى لإنهاء دور الأحزاب والقوى السياسية التقليدية؟
- الجمعية الوطنية للتغيير تسعى لاستهداف الوفد تحديداً والسبب أن الحملة الإعلامية التى صاحبت انتخابات الوفد فى مايو الماضى خطفت الأضواء من الدكتور محمد البرادعى الذى كان وقتها ملء السمع والبصر، وهو ما أحدث نوعا من الغيرة السياسية داخل الجمعية الوطنية للتغيير، رغم أن الدكتور البرادعى رجل محترم وأنا أقدره على المستوى الشخصى والإنسانى، فضلاً على أنه ابن مصطفى البرادعى أحد رموز الوفد، وأعتقد أن الوفد لايزال بداخله بدليل أنه اقتبس فكرة التوكيلات من التراث الوفدى، ولا أحد يستطيع تحطيم الوفد، عبدالناصر بكل قوته لم يستطع تحطيم الوفد وعاد الوفد فى ديسمبر 1983 وخلال 4 أشهر فقط حصل على 60 مقعدا فى البرلمان ولولا التزوير لحصلنا على الأغلبية، والأيام قادمة وستثبت للجميع أن الوفد هو ضمير هذه الأمة.
◄◄ ما رأيك فى الاتهام الموجه لأحزاب المعارضة الرسمية بأنها سقطت بسقوط النظام؟
- من يروج لهذه الاتهامات شخص فاقد للأهلية وانتهازى ويريد أن يحتكر الثورة لنفسه، فضلاً عن أنه لم يقرأ التاريخ لأن الوفد يعارض وقياداته يزج بهم داخل السجون منذ أن كان مروجو هذه الاتهامات يسبحون فى ركب النظام، ولا يستطيع أحد أن ينكر أن انتخابات رئاسة حزب الوفد حركت مشاعر المصريين عندما شاهدوا الرئيس السابق والقادم للحزب متشابكى الأيدى من أجل بناء الحزب، و«عرينا» النظام بانسحابنا من الانتخابات ولو لم ينسحب الوفد لما انسحب الإخوان ولظل النظام باقياً.
◄◄ لماذا دعوت الجمعية العمومية للتصويت على حل أو استمرار الهيئة العليا؟
- بعد 25 يناير ارتفع سقف توقعات الوفديين وزاد غضبهم من الهيئة العليا بسبب عدم فصل النواب المخالفين لقرار الانسحاب من الانتخابات وفوجئت بحملة توقيعات بين الأعضاء وصلت إلى 763 توقيعا تطالب بالدعوة لجمعية عمومية للمطالبة بسحب الثقة من الهيئة العليا، وأنا اعتبرت أن سحب الثقة مسألة لا تليق وليست من تقاليد الوفد وبعد الجدل الشديد داخل الحزب رأيت أن أطرح الأمر على الجمعية العمومية.
◄◄ لماذا كان موقف الوفد من تعيين منير فخرى عبدالنور فى وزارة شفيق ملتبسا؟
- الوفد أعلن قبل تعيين منير رفض المشاركة فى أى ائتلاف بقرار سلطوى، وأن الائتلاف الوحيد الذى يمكن أن نشارك فيه هو الذى سينتج عن صناديق الاقتراع لكن منير قبل المشاركة فى الحكومة بصفته مواطناً مصريا وشخصية عامة وليس كسكرتير عام لحزب الوفد.
◄◄ هل سيظل منير فى موقعه كسكرتير عام للحزب بعد تعيينه وزيراً؟
- هذا سؤال سابق لأوانه.
◄◄ هل صحيح أنك رفضت عرضا من شفيق بتولى منصب وزارى؟
- لم يحدث لكن المستشار بهاء أبوشقة أخبرنى أنه اعتذر لرئيس الوزراء عن تولى منصب وزير العدل.
◄◄ من مرشح الوفد فى الانتخابات الرئاسية القادمة؟
- مرشح الوفد للرئاسة ستختاره الجمعية العمومية للوفد وسيكون مرشحا قوياً جداً.
السيد البدوى: الجمعية العمومية هى صاحبة الحق فى اختيار مرشح الوفد.. ولا تحالف مع الإخوان
الجمعة، 04 مارس 2011 12:45 ص
السيد البدوى
حوار- محمد إسماعيل - تصوير- ماهر إسكندر
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة