وائل لطفى

الكتاتنى رئيس جمهورية!

الأربعاء، 25 يناير 2012 09:49 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
رغم رومانسية الدعوة لتسليم السلطة الفورى لرئيس مجلس الشعب المنتخب، فإننى أرى أن هذه الدعوة باطنها الرحمة وظاهرها العذاب!هذه دعوة يأس يطلقها من أحرقته الرمضاء فاستجار من الرمضاء بالنار!
هذه الدعوة مع كامل الاحترام لمن أطلقوها ولدوافعهم تذكرنى بالنكتة الشهيرة عن الرجل الذى أراد أن يغيظ زوجته فقطع يده!
إذا كان الأمر يتعلق بالمجلس العسكرى، فالمجلس يستحق الغضب منه والسخط عليه، لكن الغضب أحيانا يكون أعمى يغشى عينيك فلا ترى ما أنت مقبل عليه.
ما الذى يعنيه أن تطالب بنقل السلطة من المجلس العسكرى إلى رئيس مجلس الشعب؟يعنى ببساطة أنك تريد نقل السلطة من العسكر إلى الإخوان، طيب، أنا وأنت والآخرون نعرف أن المجلس والإخوان إيد واحدة، فلماذا كل هذا التعب واللف والدوران وما الذى يعنيه نقل السلطة من أحمد إلى الحاج أحمد؟ على المستوى السياسى فإن عضو مجلس الشعب ينتخب ليعبر عن أهالى منطقة معينة أو دائرة انتخابية بعينها، والنائب الذى ينجح فى دائرة قد يفشل إذا ترشح فى دائرة أخرى، فى حين أن من يحظى بمنصب رئيس الجمهورية يجب أن يحظى بموافقة أغلبية المصريين، على مستوى آخر فإن دور عضو مجلس الشعب هو التشريع وليس الإدارة ولا القيادة ولا توجد ضمانة تفيد بأن من يجيد التشريع يمكن أن يصلح للإدارة وللتنفيذ.
وفضلا عن هذا وذاك، فقد كشفت الجلسة الإجرائية لمجلس الشعب المصرى عن قدر كبير من عدم النضج السياسى لقطاع كبير من أعضاء المجلس وهى ذاتها الجلسة التى أسفرت عن اختيار الدكتور محمد سعد الكتاتنى رئيسا لمجلس الشعب، والرجل قد يكون سياسيا محترما، لكنه بكل تأكيد لا يملك الكاريزما الكافية لا لقيادة مجلس الشعب ولا لقيادة البلد فى هذه الفترة الانتقالية الحساسة، كما يطالب البعض، ولعله من الغريب والمدهش أن الأصوات التى تطالب بنقل السلطة لرئيس مجلس الشعب هى فى مجملها من الأصوات الثورية النقية التى تتهم الإخوان تارة بأنهم خذلوا الثورة، وتارة أخرى بأنهم ركبوا الثورة فلماذا تريد هذه الأصوات أن تزيد الطين بلة وأن يتحول اغتصاب الإخوان للثورة إلى زواج شرعى بشهادة الشهود؟ ولعله من اللافت أيضا أن الإخوان الذين آلت إليهم رئاسة مجلس الشعب يترفعون عن الدعوة ويتعاملون معها وكأنها لم تكن لأن العلاقة البراجماتية والمصلحية التى تربطهم بالمجلس العسكرى تتجاوز الدعوات الثورية الرومانسية ولا تتوقف أمامها.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة