د.عثمان فكرى

عشرات الأسئلة لا تزال بلا إجابة

الجمعة، 12 أكتوبر 2012 11:40 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بات أكيدا الآن أن جميع المتهمين الكبار فى قضايا قتل المتظاهرين قد حصلوا على البراءة.. جميع المتهمين من رجال الشرطة فى جميع المحافظات المصرية ومعاونيهم قد حصلوا على البراءة فى قضايا قتل المتظاهرين أمام أقسام الشرطة خلال أحداث الثورة، وجميع مساعدى وزير الداخلية الستة قد حصلوا على البراءة فى قضية قتل الثوار فى ميدان التحرير..

وأخيرا حصل جميع المتهمين فى قضية موقعة الجمل على البراءة.. من نصدق الآن؟ القضاة الذين أصدورا أحكاما بالبراءة أم وكلاء النائب العام ومستشارو التحقيق الذين حققوا القضية وقرروا إحالة المتهمين إلى المحكمة أم المجلس العسكرى الذى كان يدير ويحكم البلاد فى هذا الوقت، جميعنا رأى المشاهد التى كانت تبث على الهواء مباشرة لراكبى الجمال والخيول وهم يمرون إلى ميدان التحرير حيث يوجد المتظاهرون، بينما كانت الشرطة العسكرية هى المكلفة بحماية الميدان.
اللواء حسن الروينى الشاهد الوحيد الذى اطمأنت المحكمة لشهادته هو الذى كان مكلفا بالإشراف على تأمين الميدان، وهو نفسه الذى شهد بأن موقعة الجمل لم تخلف وراءها قتلى، وأن المتهمين لم يكن معهم أسلحة.
غريبة هى موقعة الجمل منذ بدايتها على يد بعض الغاضبين من الثورة، وقد شاهدتهم بعينى، وأنا فى طريق عودتى من العمل، حيث استوقفت أحد الممتطين لجمل وهو سائر بجمله فى شارع الدقى صوب شارع التحرير، ويصحبه عدد آخر من الجمال والخيول، وحينما استوقفته لأسأله عن وجهت: قال"إحنا رايحين التحرير.. نمشى العيال ولاد الكلب دول من هناك"، كان واضحا أنه مكلفا ومأجورا مثل العشرات غيره الذين ذهبوا فى شكل مجموعات متفرقة، وتجمعوا عند مدخل ميدان التحرير، ثم قرروا فجأة الهجوم على الميدان، كان الهدف بالطبع هو إخلاء الميدان بعد الخطاب الثانى للرئيس المخلوع.. الخطاب الذى حظى بشعبية كبيرة من البسطاء الذين تعاطفوا مع الرجل الكبير الذى يريد أن يعيش ويموت فى بلده .. لا يوجد عاقل على سطح مصر يمكنه أن ينكر أن موقعة الجمل كانت مدبرة ومخططة ومقصودة وممولة، وأن هناك من الشخصيات الكبيرة فى الحزب الوطنى المنحل من كان يقف وراءها بكل قوة أملا فى إنهاء الثورة فى هذا التوقيت، وأن شباب الثورة وتحديدا شباب الإخوان المسلمين لعبوا دورا كبيرا فى مقاومة هؤلاء، وإلقاء القبض على عدد كبير منهم، وتسليمهم للقوة العسكرية الحامية للميدان فى هذا التوقيت، والتى لم تتدخل بأى صورة لوقف هذه المعركة..المبرأون يقولون إن الفاعل الأصلى تم إلقاء القبض عليه، وحوكم عسكريا.. هم يقصدون المأجورين الذين ركبوا جمالهم وخيولهم وهجموا على الميدان.. من لديه نصف عقل يمكنه أن يصدق هذا الهراء؟
الأسئلة فى هذه القضية شائكة وكثيرة وإجاباتها غير متاحة.. لماذا سمحت قوات الجيش لهؤلاء بالمرور فى مشهد تليفزيونى رآه الجميع على الهواء مباشرة؟ لماذا لم يتم منعهم حقنا للدماء، والجميع كان يعلم وجهتم وتوجهاتهم؟ لماذا لم تتدخل القوات العسكرية الحامية للميدان لوقف المعركة منذ نشوبها؟ ولماذا تركتها حتى نهايتها؟ لماذا لم يكشف عن التحقيقات التى أجرتها النيابة العسكرية مع المقبوض عليهم حتى يمكن معرفة المحرضين؟ لماذا لم يحاكم هؤلاء أمام المحكمة التى فصلت فى القضية؟ لماذا لم يضم ملف قضيتهم إلى القضية الأصلية التى حكم فيها بالبراءة؟ لماذا قصرت الشرطة؟ ولماذا لم يقدم المتظاهرون المشاركين فى الموقعة شهاداتهم الموثقة للمحكمة؟
عشرات الأسئلة التى لا تزال بلا إجابة.. إنه لأمر عجيب أن تشارك فى صنع الأحداث وتشاهدها بالصوت والصورة، ولا تستطيع أن تقف أمام من يزيفون التاريخ!!









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة