الإنسان منذ القدم يسعى الإنسان نحو تحقيق السعادة فى الحياة. تحقيق السعادة يحدث عندما ينجح الإنسان فى تحقيق أهدافه الأساسية (مثل الأكل والشرب والسكن) الاجتماعية (مثل الزواج العمل الحب) أو الشخصية (مثل الدراسة الوظيفة). البعض يحاولون تحقيق هذه السعادة عن طريق استخدام المخدرات والمنشطات.
ويقول الدكتور محمد عادل الحديدى أستاذ الطب النفسى بطب المنصورة قد نهى الله تعالى عن تعاطى المخدرات "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا" البقرة 219.
والإدمان ليس فقط مخدرات فهناك "إدمان الميسر، إدمان الجنس، إدمان التليفزيون، إدمان الإنترنت، إدمان ألعاب الكومبيوتر والبلاى ستيشن أو إدمان المخدرات".
وعند استعراض إدمان المخدرات فلابد من ذكر أن الإنسان الطبيعى لديه المخزون الطبيعى الربانى من المخدرات والمسكنات (الإندورفين) الذى يتم إفرازه عندما يتم تحقيق هدف ونجاح، وهنا تحدث النشوة والسعادة التى تشجع الإنسان على تحقيق المزيد من الأهداف والنجاحات (مما يسمى بنظام المكافئة بالمخ)، مما ينمو بالأمم والدول ويحقق الحضارة والرخاء للبشرية.
ولكن مع استخدام المخدرات يشعر الإنسان بالنشوة المؤقتة نتيجة لعمل المخدر على نفس المواقع بالمخ التى يعمل عليها الإندورفين، ونتيجة لوجود كميات كبيرة من المخدرات بالدم فيتم تعطيل الإفراز الطبيعى للمخدر الداخلى، ولذا فإن حياة المدمن تصبح عذاب بدون المخدرات، ويصبح هو عبدا لها ولا يشعر بالسعادة إلا بها، وبالتالى تحدث الرغبة الملحة فى الاستمرار على تعاطى المخدر والحصول عليه بأى وسيلة. وتزداد الجرعة بصورة متزايدة لتعود الجسم على المخدر. ويحدث الاعتماد النفسى والعضوى على المخدر.
وتظهر الأعراض نفسية وجسمية عند الامتناع عنه فجأة، ومن هنا يتم تعريف الإدمان بأنه مرض نفسى شديد ومزمن ومنتكس ويؤدى إلى تدهور صحى جسدى ونفسى وعقلى واجتماعى ووظيفى.
والتعود الجسدى للمخدرات تظهر على شكل أعراض تسمم (تحدث عندما يتعاطى المدمن كمية كبيرة من المخدرات)، أعراض انسحاب (تحدث عند تقليل جرعة المخدرات أو قطع التعاطى بشكل مفاجأ) وازدياد الجرعة تدريجياً.
أما التعود النفسى ويشمل حب المادة وإعطاؤها الأولوية على كل شىء آخر فى حياة المدمن والتفكير بها طوال الوقت حتى إن كل السلوكيات تتجه إليها مهما كانت العواقب. وهناك بعض المواد يزيد تأثيرها الجسدى على تأثيرها النفسى (مثل الهروين والترمادول والكحول ............ وغيره)، بينما هناك بعض المواد تأثيرها النفسى أكبر من تأثيرها العضوى (مثل الحشيش والبانجو)، مما يجعل المدمنين يعتقدون خطاءً أنها لا تسبب الإدمان كونهم يستطيعون الإقلاع عنها دون حدوث أعراض انسحابية جسدية شديدة، إلا أن الشخص يظل فى حاجة نفسية ماسة للعودة للمخدر لتحقيق السعادة.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة