هل ارتاحت قلوبكم الآن؟ هل سكنت نفوسكم بعد أن ارتوت بمناظر الدماء، وهى تتساقط من رؤوس القتلى وقلوبهم، وعيون المصابين وأقدامهم ووجوههم؟ هل بتم ليلتكم مطمئنين على أن المخطط يسير كما دبرتم؟ هل فكرتم كيف تخططون لمواجهات أخرى أكثر دموية ووحشية؟ هل هانت عليكم مصر إلى هذه الدرجة؟ وكيف أضحت أطماعكم وشهواتكم فى الحكم هى التى تتحكم فيكم، وتسيطر على أفعالكم؟ كيف غيبت عقولكم؟ أليس فيكم رجلا رشيدا يدرك أن هذا وطن للجميع، وليس حكرا على جماعة أو تيار إسلامى أو ليبرالى؟
كيف نمت ليلتك سيدى الرئيس؟ كيف وضعت رأسك على وسادة ناعمة، وأبناء من أهلك وعشيرتك يقتلون بعضهم البعض أمام قصرك الرئاسى، وعلى بعد خطوات قليلة من مكتبك ومقر عملك؟ هل كنت تتابع شاشات التليفزيون مثلنا، وتنتقل بين قناة وأخرى غير مصدق لما يجرى؟ هل ذرفت عيناك بالدموع سيدى الرئيس؟ هل توجعت مثلنا واعتصر قلبك الألم والحزن؟ هل هاتفك أبنائك وأسرتك للاطمئنان عليك خوفا مما يحدث أمام مكتبك؟ هل تذكرت حينها أسر هؤلاء الذين يقتلون بعضهم بعضا، كيف يعيشون هذه اللحظات المفجعة، وكل منهم ينتظر أن يأتيه خبر ابنه أو ابنته؟ كيف هانت عليك أرواح المصريين سيدى الرئيس المدنى المنتخب، والساعات تمر على حرب الشوارع الدائرة من حولك، وفى كل لحظة يسقط قتيل أو جريح؟ هل مازلت لا تملك صلاحيات كافية تنفذ بها ما تريد؟ دعمناك وقوينا شوكتك لتأخذ كل الصلاحيات التى تريد وأكثر، حتى صرت الحاكم بأمره فينا، فماذا فعلت لتنقذ أرواحا زهقت بسبب سياستك؟ هل ما تزال تذكر قولتك الشهيرة "لن أخون الله فيكم"؟ لقد خنت الله فى شعبك سيدى الرئيس حين تركت جماعة من مؤيديك ومعارضيك يتصارعون من أجلك ولأجلك، ارجع إلى سيرتك الأولى سيدى الرئيس، وراجع وعودك الانتخابية، وحواراتك التليفزيونية حين كنت تبحث عن أصوات انتخابية، هل ما تزال ورقة اتفاق "فيرمونت" فى جيبك الأيسر أم أنك غيرت البذلة والمحل وصاحبه؟ عد سيدى الرئيس، حتى يعود الناس إليك.
أعزائى قادة المعارضة، هل تحقق ما تريدون بعد هذه المواجهة الدامية؟ هل بات الكرسى الكبير فى الاتحادية قريب من أحدكم الآن؟ هل فكرتم فيما سوف يحدث وأنتم تحشدون الحشود نحو القصر للضغط على الرئيس؟ هل تذكرون لقد سقط مبارك حين نزل الشعب إلى الميادين فى ربوع المحافظات، لم يكن الذهاب إلى قصر العروبة حينها هو من أسقط مبارك، ثم أين كنتم وسط هذه الحشود؟ هل ذهبتم إلى القصر أم تركتم الأنصار يواجهون الموت وحدهم، ورجعتم إلى فضائياتكم وتويتاتكم تملون شروطكم المسبقة بلهجة عنترية، ليس فيها ذرة من وعى بمصلحة هذا الوطن.
لا أحد فيكم يتقى الله فى هذا الشعب الطيب، كم شهيدا وجريحا يجب أن يسقط قبل أن تفيقوا، وتعوا أن الله ينظر إليكم، ويعلم ما فى قلوبكم، وأن التاريخ والشعب لن يرحمكم.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة