وائل لطفى

الإخوان ليسوا خونة!

الأربعاء، 01 فبراير 2012 04:22 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
قل ما شئت فى الإخوان وأنا سأقول مثلك وأكثر، هم برجماتيون حتى النخاع، عمليون حتى الثمالة، لديهم عقدة تاريخية من السلطة، وميل تاريخى لإبرام الصفقات معها، وغريزة البقاء وحفظ النوع لديهم تتفوق على أى غريزة أخرى، كل هذا صحيح وأستطيع أن أزيد عليه عشرات الصفات والصفحات.

لكن عيوب الإخوان شىء، واتهامهم بالخيانة شىء آخر، والذى حدث فى ميدان التحرير من جانب الثوار يشى بنوع من الغضب المفهوم، لكنه أيضًا يكشف عن رغبة فى احتكار الثورة، وعن ميل لإقصاء الآخرين، ولعل هذا نفسه هو ما كنا نتهم به الإخوان المسلمين.

عن نفسى أقول إنه لا ضرر فى أن يحتفل الإخوان بالثورة على طريقتهم ماداموا لم يمنعوا الآخرين من التعبير عن آرائهم، والحقيقة أننى كنت أتخوف من أن يحاول الإخوان والسلفيون فرض سيطرتهم على الميدان بالقوة، ولعلى كنت أول من ينبرى لمواجهتهم فى هذه الحالة، لكن شيئًا من هذا لم يحدث، نصب الإخوان منصتهم واحتفلوا وغنوا واستمعوا للقرآن الكريم، وأنا لا أرى فى هذا مبررًا لغضب الثوار أو لاعتقادهم أن فى هذا إجحافًا لحقوق الشهداء، خاصة أن الإخوان أيضًا قدموا شهداء فى الثورة، والذى يقول غير هذا مكابر، وبالنسبة لى لا فرق بين مصطفى الصاوى شهيد الإخوان وبين مينا دانيال شهيد اليسار، وبين المئات من شهداء مصر من كل الأفكار والاتجاهات والأديان، ولعل خوف الإخوان الغريزى من السلطة هو الذى يدفعهم لعدم الإعلان عن أسماء شهدائهم ومصابيهم حتى الآن، رغم أن النظام قد سقط أو هكذا يقال.

لا أرى فى المبررات التى قيلت مثل رفع الإخوان لصوت القرآن أثناء الاحتفال أو وضعهم لافتة احتفالية سوى «تلكيك» أو تصيد يعبر عن غضب كامن فى نفوس الثوار وإحساس بالمرارة مما آل إليه الوضع بشكل عام، حيث الذين ثاروا خارج اللعبة السياسية، بينما الإخوان فى قلبها، لكن هذا شىء واتهام الإخوان بالخيانة شىء آخر.

الإخوان لم ينزلوا فى يوم 25 يناير لأنهم كانوا يخافون من النظام، ومع ذلك فقد شارك شباب الإخوان الذين هم بكل نبلهم وشجاعتهم ووطنيتهم جزء من الجماعة التى يفخرون بأنهم تربوا فيها رغم أنها فصلتهم، والإخوان شاركوا فى يوم 28 يناير لأنهم رأوا أن مشاركتهم قد تساهم فى إسقاط النظام، وهو شىء يحسب لهم ولا يلامون عليه، وأظن أن آلافًا من إخوان الهرم والجيزة قد ساهموا مساهمة فعّالة فى موقعة كوبرى قصر النيل التى كانت علامة النصر فى 28 يناير، تمامًا كما أن إخوان شبرا الخيمة لعبوا دورًا حاسمًا فى موقعة الجمل، لا يعنى هذا بالطبع أنه ليس للإخوان أخطاء ولا خطايا وأنه لن يكون لهم أخطاء وخطايا قادمة، لكن لا الأخطاء ولا الخطايا تبرر الاتهام بالخيانة أو تجيز الدعاء على فريق سياسى بالهلاك ورفع الأحذية فى وجهه، ولعل الأمر يبقى فى حاجة لنظرة أعمق من الإخوان ومن الثوار أيضًا، حيث إن ما حدث يكشف عن إحساس عميق بالمرارة نتج عن استئثار الإخوان بثمار الثورة كلها دون أن يضعوا فى الاعتبار أن شجرة الثورة ارتوت بدماء الشهداء من جميع الاتجاهات، وهو ما يعنى أن على الجميع أن يتقاسموا الثمار دون مَنّ من الإخوان ولا أذى من قوى الثورة، وفى ظنى أن ثنائية الميدان والبرلمان تسير فى اتجاهها الصحيح، حيث آتى ضغط الثورة أكله وانعكس على أداء الإخوان سواء فى أولى جلسات البرلمان أو حتى فى انضباط أدائهم تجاه ما حدث أمام منصتهم، وفى ظنى أيضًا أن الفرصة مازالت قائمة لأن يفسح الإخوان جانبًا من الساحة السياسية لقوى الثورة الحقيقية حتى ولو كان ذلك فى انتخابات البرلمان القادم، نعارض الإخوان نعم، نقاومهم ونقومهم ونضغط عليهم نعم، أما أن نتهمهم بالخيانة فلا، وألف لا.









مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة