الدكتور عبد الهادى مصباح أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة
كتبت أمل علام
تسال إحدى السيدات، ما هو مرض الزئبة الحمراء؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟ أم أنه من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا، مرض الزئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية التى يهاجم فيها الجهاز المناعى أنسجة العديد من الأعضاء فى الجسم، وهو إما أن يكون محدودا فى الجلد فقط، ويأخذ شكلا دائريا أو قرصيا، وهذا النوع لا يوجد فيه خطورة، ويعالج بالأدوية الموضعية.
أما النوع الثانى، الأكثر خطورة، فهو الزئبة الجهازية، والتى يمكن أن تصيب عدة أجهزة فى الجسم، وتسبب أعراضا مختلفة، تبدأ بالتعب الشديد لأقل مجهود والتهابات المفاصل وربما تورمها واحمرارها أحيانا، خاصة فى الرسغ واليدين والأصابع والركبتين، ويشبه هذا الالتهاب ما يحدث فى التهاب الروماتويد المفصلى، إلا أنه لا يسبب إصابات وتشوهات دائمة، مثلما يحدث فى حالة الروماتويد.
والعرض الثانى الذى يمكن أن يميز مرض الزئبة الحمراء، هو وجود ما يشبه الطفح الجلدى على شكل فراشة تحت العينين وعلى الخدود مرورا بالأنف، وهو من الأعراض المميزة لهذا المرض، خاصة عند التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، وهناك أيضا تغير يحدث فى شكل الأظافر، حيث تبدو متشققة وباهتة، ويمكن أن تنكسر بسهولة مع وجود التهابات عند جذور الأظافر، ويوجد أيضا سقوط ملحوظ لشعر الرأس، وهناك ارتفاع فى درجة الحرارة ما بين 38 : 39 درجة مئوية، ويصعب على المريض المشى فى الشمس أو التعرض للحرارة، وهناك أيضا ظاهرة تسمى ظاهرة رينودز، والتى تأتى فى الأطراف، خاصة أصابع اليد التى يحدث فيها ألم وتغير فى اللون، حيث تأخذ اللون الأبيض أو الأزرق بمجرد تعرضها للبرودة، وذلك نتيجة لقصور فى الأوعية الدموية نتيجة تقلص هذه الأوعية، وهناك أيضا بعض الأعراض التى تصيب كل من الكلى، وتسبب التهابا مناعيا فى الكلى وفى الغشاء المحيط بالقلب والرئتين، مما يمكن أن يسبب التهابات حادة بهما، ويمكن أيضا أن تصاب بعض أجزاء من الجهاز العصبى نتيجة الإصابة بالزئبة الحمراء.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأدوية التى يمكن أن تكون هى نفسها السبب فى حدوث مرض الزئبة الحمراء، مثل الهيبرالازين الذى يستخدم لعلاج الضغط المرتفع وركين أميد وكيميدين اللذان يستخدمان لعلاج اضطراب نبضات القلب وبنسلامين الذى يستخدم لعلاج الروماتويد والفيناتين الذى يستخدم لعلاج الصرع، ومن حسن الحظ أن الزئبة الحمراء التى تنتج من تناول هذه الأدوية تتلاشى بمجرد التوقف عن تناولها أما فى حالة إذا كان المرض ناتج عن تفاعل الجهاز المناعى بمرض من أمراض المناعة الذاتية، فإن المريض ينبغى أن يتابع مع الطبيب دوريا حتى يتجنب حدوث مضاعفات خطيرة، يمكن أن تنتج من هذا المرض، مثل الإصابة بالفشل الكلوى وتليف الرئة والإصابة بالجلطات المختلفة والإجهاض المتكرر بالنسبة للنساء، حيث إن كثيراً من حالات الإجهاض تكون بسبب التهاب مناعى فى الأوعية الدموية، يسبب حدوث جلطات تمنع وصول الدم للجنين فيحدث الإجهاض.
أما عن كيفية التشخيص فمن خلال الأعراض المرضية ثم من خلال تحاليل أيه إن أيه وصورة الدم والأجسام المضادة لمحتويات نواة الخلية البشرية، حيث إن هناك بعض الأعراض المتشابهة مع الروماتويد والفيبرومايلجيا وبعض الأمراض الأخرى التى يمكن التفريق بينها من خلال الفحوص والتحاليل الطبية.
أما عن العلاج فينبغى أن يفهم المريض أن هذه الأمراض تدخل فى نطاق الأمراض القابلة للسيطرة وليس للشفاء التام، مثل أمراض السكر والضغط وغيرها من هذه المجموعة، فلا يجب أن يترك علاجه عندما تتحسن حالته، ولكن يجب أن يتابع الطبيب لتعديل أنواع وجرعات الأدوية حتى لا تحدث مضاعفات وهو لا يشعر بها.
وتستخدم مثبطات المناعة، مثل الكورتيزون وبلاكونيل وغيرها، كما تستخدم فى بعض الحالات العلاج البيولوجى باستخدام مثبطات الخلايا الليمفاوية البائية مثل رتوكسيماب.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تسال إحدى السيدات، ما هو مرض الزئبة الحمراء؟ وكيف يمكن تشخيصه وعلاجه؟ أم أنه من الأمراض المزمنة مثل مرض السكر؟
يجيب الدكتور عبد الهادى مصباح، أستاذ المناعة زميل الأكاديمية الأمريكية للمناعة، قائلا، مرض الزئبة الحمراء هو أحد أمراض المناعة الذاتية التى يهاجم فيها الجهاز المناعى أنسجة العديد من الأعضاء فى الجسم، وهو إما أن يكون محدودا فى الجلد فقط، ويأخذ شكلا دائريا أو قرصيا، وهذا النوع لا يوجد فيه خطورة، ويعالج بالأدوية الموضعية.
أما النوع الثانى، الأكثر خطورة، فهو الزئبة الجهازية، والتى يمكن أن تصيب عدة أجهزة فى الجسم، وتسبب أعراضا مختلفة، تبدأ بالتعب الشديد لأقل مجهود والتهابات المفاصل وربما تورمها واحمرارها أحيانا، خاصة فى الرسغ واليدين والأصابع والركبتين، ويشبه هذا الالتهاب ما يحدث فى التهاب الروماتويد المفصلى، إلا أنه لا يسبب إصابات وتشوهات دائمة، مثلما يحدث فى حالة الروماتويد.
والعرض الثانى الذى يمكن أن يميز مرض الزئبة الحمراء، هو وجود ما يشبه الطفح الجلدى على شكل فراشة تحت العينين وعلى الخدود مرورا بالأنف، وهو من الأعراض المميزة لهذا المرض، خاصة عند التعرض لأشعة الشمس والأشعة فوق البنفسجية، وهناك أيضا تغير يحدث فى شكل الأظافر، حيث تبدو متشققة وباهتة، ويمكن أن تنكسر بسهولة مع وجود التهابات عند جذور الأظافر، ويوجد أيضا سقوط ملحوظ لشعر الرأس، وهناك ارتفاع فى درجة الحرارة ما بين 38 : 39 درجة مئوية، ويصعب على المريض المشى فى الشمس أو التعرض للحرارة، وهناك أيضا ظاهرة تسمى ظاهرة رينودز، والتى تأتى فى الأطراف، خاصة أصابع اليد التى يحدث فيها ألم وتغير فى اللون، حيث تأخذ اللون الأبيض أو الأزرق بمجرد تعرضها للبرودة، وذلك نتيجة لقصور فى الأوعية الدموية نتيجة تقلص هذه الأوعية، وهناك أيضا بعض الأعراض التى تصيب كل من الكلى، وتسبب التهابا مناعيا فى الكلى وفى الغشاء المحيط بالقلب والرئتين، مما يمكن أن يسبب التهابات حادة بهما، ويمكن أيضا أن تصاب بعض أجزاء من الجهاز العصبى نتيجة الإصابة بالزئبة الحمراء.
تجدر الإشارة إلى أن هناك بعض الأدوية التى يمكن أن تكون هى نفسها السبب فى حدوث مرض الزئبة الحمراء، مثل الهيبرالازين الذى يستخدم لعلاج الضغط المرتفع وركين أميد وكيميدين اللذان يستخدمان لعلاج اضطراب نبضات القلب وبنسلامين الذى يستخدم لعلاج الروماتويد والفيناتين الذى يستخدم لعلاج الصرع، ومن حسن الحظ أن الزئبة الحمراء التى تنتج من تناول هذه الأدوية تتلاشى بمجرد التوقف عن تناولها أما فى حالة إذا كان المرض ناتج عن تفاعل الجهاز المناعى بمرض من أمراض المناعة الذاتية، فإن المريض ينبغى أن يتابع مع الطبيب دوريا حتى يتجنب حدوث مضاعفات خطيرة، يمكن أن تنتج من هذا المرض، مثل الإصابة بالفشل الكلوى وتليف الرئة والإصابة بالجلطات المختلفة والإجهاض المتكرر بالنسبة للنساء، حيث إن كثيراً من حالات الإجهاض تكون بسبب التهاب مناعى فى الأوعية الدموية، يسبب حدوث جلطات تمنع وصول الدم للجنين فيحدث الإجهاض.
أما عن كيفية التشخيص فمن خلال الأعراض المرضية ثم من خلال تحاليل أيه إن أيه وصورة الدم والأجسام المضادة لمحتويات نواة الخلية البشرية، حيث إن هناك بعض الأعراض المتشابهة مع الروماتويد والفيبرومايلجيا وبعض الأمراض الأخرى التى يمكن التفريق بينها من خلال الفحوص والتحاليل الطبية.
أما عن العلاج فينبغى أن يفهم المريض أن هذه الأمراض تدخل فى نطاق الأمراض القابلة للسيطرة وليس للشفاء التام، مثل أمراض السكر والضغط وغيرها من هذه المجموعة، فلا يجب أن يترك علاجه عندما تتحسن حالته، ولكن يجب أن يتابع الطبيب لتعديل أنواع وجرعات الأدوية حتى لا تحدث مضاعفات وهو لا يشعر بها.
وتستخدم مثبطات المناعة، مثل الكورتيزون وبلاكونيل وغيرها، كما تستخدم فى بعض الحالات العلاج البيولوجى باستخدام مثبطات الخلايا الليمفاوية البائية مثل رتوكسيماب.
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة