وائل لطفى

على حافة المذبحة

الأربعاء، 08 فبراير 2012 09:45 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
تهرب الحروف من الكلمات، والأفكار تبدو عارية من المعانى، فى القلب حزن، وفى العين دموع، وفى الفم ماء كثير.
فى العقل تبدو صورة مصر، كسيرة، حزينة، استبدلت الأسود بالأخضر، واستبدلت الرأس المرفوع الشامخ بآخر منكس كسير.
لا أحد يمكن أن يقدّر حزن أم على أولادها، لذلك لن يستطيع أحد أن يقدر مدى حزن مصر. لم تعد مصر أرضا للأمان، المحروسة لم تعد محروسة، الذين حملوا الأمانة ليسوا أهلا لها، هم إما ضعفاء أو متآمرون، وفى كل شر.
لا أحد يعرف من الضحية القادمة ومن الجلاد، رؤوس الطير على أجساد الحيوانات، ورؤوس الحيوانات على أجساد الناس، فتحسس رأسك. من الذى غدر بالزهور البريئة فى بورسعيد؟ ومن الذى أشعل الموقف فى محمد محمود مرة أخرى؟ وأى لعنة تلك التى أصابت الأرض وحولتها إلى أرض ملعونة لا ترتوى بغير الدم؟
من الذى قال إن إضافة ثمانية شهداء لقائمة الذين ذهبوا غدرا سيساعد مصر؟ من الذى يضع الحطب على نار الغضب؟
من القاتل ومن الضحية؟ ومن هؤلاء الغاضبون حول وزارة الداخلية؟ هل هم ثائرون استفزتهم المذبحة فقرروا أن يقدموا أرواحهم قربانا للحرية أم أن هناك من يلعب بهم وبنا؟
من هو هذا الذى يلعب ويتلاعب؟ولماذا يحافظ المجلس العسكرى على كل هذا الصمت العاجز والبليد والكريه؟ من الذى يشعل النار فى الشوارع هل هو مبارك؟ هل أمريكا؟هل إسرائيل؟ هل هو الشيطان؟ أم أنه أنتم؟
أجيبونا بأية إجابة كانت، انطقوا! دعكم من هذا الخرس الذى يرتدى مسوح الحكمة، والحكمة منه بريئة. لماذا أنتم صامتون هكذا، وعاجزون هكذا؟، لماذا تظهرون فى غاية القوة أحيانا وفى غاية الضعف أحيانا أخرى؟
أجيبونا من هؤلاء الذين فى الداخلية؟ هل هم رجالكم ويأتمرون بأوامركم، أم متمردون عليكم يحق عليهم العقاب؟
من هو وزير الداخلية؟ هل هو مجرم يستحق العقاب أم رجل يحاول الإصلاح؟
أنتم يا من تختبئون داخل المدرعة أخرجوا لنا رؤوسكم وحدثونا، لماذا لا يكلمنا أحد؟
مصر اليوم حزينة وبائسة، وغدا ستصبح غاضبة، فاحذروا نار الغضب.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة