وائل لطفى

مأزق الإخوان

الأربعاء، 14 مارس 2012 10:15 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
لو كنت من قيادة جماعة الإخوان المسلمين لأعلنت فورا أن الجماعة لن تساند مرشحا بعينه فى انتخابات الرئاسة، وأنها ستترك الحرية لكل عضو فيها لاختيار المرشح الذى يريد.

الإخوان لن يفعلوا ذلك أو على الأقل لن يفعلوا هذا بشكل صريح رغم أن هذا هو الحل الوحيد للخروج من المأزق.

الجماعة تواجه مأزقا كبيرا فهى تعرف ما لا تريد لكنها لا تعرف ما تريد! هى تريد من أعضائها ألا ينتخبوا عبدالمنعم أبو الفتوح، لكنها حتى الآن لا تعرف من هو المرشح الذى تريد منهم أن ينتخبوه، فالمناخ لم يسمح بتقبل فكرة المرشح التوافقى ويمكن القول ان الفكرة ولدت ميتة أو تم اغتيالها بمجرد طرحها، وهى فى كل الأحوال فقدت معناها لأنها لم تعد محل إجماع ولا توافق، والذين طلبت منهم الجماعة أن يترشحوا مثل المستشارين البشرى والغريانى أبدوا تمنعا وربما ضنوا بأنفسهم على معركة خسائرها أكبر من مكاسبها، والوزير منصور حسن الذى بدا أنه هو المرشح التوافقى المنتظر لم يحسم موقفه مبكرا وأخطأ فى الإعلان عن اختيار نائب عسكرى مبكرا رغم أن الناخب لا يختار الرئيس ونائبه على تذكرة واحدة، وحتى الآن تبدو الجماعة مترددة فى إعلان دعمها الصريح له.

على مستوى آخر يواجه الفرد الإخوانى أزمة ضمير حين يسأل نفسه لماذا يقدم على اختيار مرشح لا يعرفه ولا يؤمن بأفكاره ويخذل مرشحا يحبه ويحترمه ويؤمن بمشروعه.
ورغم أن فكرة الطاعة للقيادة هى فكرة أساسية فى تكوين الفرد الإخوانى إلا أن ثمة أفكار أساسية أخرى تنازعها مثل الوازع الأخلاقى والولاء العقيدى وفكرة نصرة الشريعة وهى كلها أفكار تصب فى خانة اختيار عبدالمنعم أبوالفتوح ويراهن هو عليها بذكاء ومعرفة بالتكوين النفسى للفرد الإخوانى.

وجه آخر من وجوه المأزق هو أن الثورة ألقت بظلالها على أعضاء الإخوان المسلمين، وبدا أن ثمه ميلا زائدا لدى الفرد الإخوانى للاعتزاز باختياره الفردى ولعل ذلك قد عبر عن نفسه أكثر من مرة لعل آخرها إقدام شباب الإخوان على نشر توكيلاتهم لأبوالفتوح وأبوإسماعيل غير مبالين بعواقب ذلك. مأزق الجماعة يتمثل فى أنها لو أقدمت على دعم مرشح توافقى ولم ينجح فإنها ستفقد هيبتها ربما للأبد، وإذا تركت حرية الاختيار لأعضائها فستتهم بأنها تحايلت على وعدها بعدم ترشيح مرشح إسلامى، على ما يبدو فإن الجماعة ستخرج خاسرة من انتخابات الرئاسة.








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة