إذا كنت لست من هؤلاء ولا من هؤلاء فأنت تقف الآن وظهرك للحائط، عمر سليمان من أمامك، وخيرت الشاطر من ورائك، بين الرجلين أوجه شبه كثيرة، كلاهما غامض وصامت، كلاهما رجل المهام السرية والملفات الهامة.
أسوا ما فى الأمر للذين يحسبون أنفسهم فى معسكر الثورة أنه بعد ما يقرب من عام ونصف من قيام الثورة نكتشف أنه لا شىء تغير مثقال ذرة، قبل الثورة كنا نشكو من أن الوطن مختصر فى الصراع بين الحزب الوطنى وجماعة الإخوان، قامت الثورة وظننا أن المعادلة يمكن أن تتغير، ولكن بعد عام ونصف نكتشف أنه لا شىء تغير مثقال ذرة، اختفى الحزب الوطنى لأنه كان كيانا تافها وهشا وفاسدا، وبقى طرفا الصراع الذى يدور فى مصر منذ ستين عاما، عمر سليمان ممثلا للمعسكر - حتى لو لم يحبوه-، وخيرت الشاطر ممثلا للإخوان، الدولة الدينية فى مواجهة الدولة العسكرية فى حين يجلس أنصار الدولة المدنية فى المدرجات ينتظرون فرصة أخرى للعب.
على حافة الصراع يمكن أن تدور مباراة أخرى قد تعجب الذين يتوقون لتجرع الدواء المر مصحوبا بملعقة من السكر، أصبحت أمنية الكثيرين أن يروا مباراة النهاية تدور بين عمرو موسى وعبدالمنعم أبوالفتوح، كلاهما يعبر عن المعسكرين المتصارعين ولكن بصياغة أقل قسوة، موسى جزء من نظام مبارك بكل تأكيد، لكنه مشاغب ومتمرد والأخبار التى تتسرب تقول إن دمه ثقيل على قلب المجلس العسكرى، كذلك عبدالمنعم أبوالفتوح ابن مخلص للجماعة وللمشروع الإسلامى لكنه يصيغ تعاليمها صياغة أكثر إنسانية وأكثر انفتاحا بكل تأكيد، المهم أن كلا من موسى وأبوالفتوح يعبران عن ذات المعسكرين ولكن بصياغة أخرى.
الذين خرجوا فى 25يناير يجلسون فى المدرجات، والذين قدموا أنفسهم كممثلين للثورة وشبابها أخطأوا فى حق الثورة وجرى إفساد بعضهم بطرق ووسائل شتى، قبل أن نلوم عمر سليمان على رغبته فى حكم مصر، علينا أن نسال لماذا وجد الرجل المناخ مواتيا لكى يرشح نفسه؟ على الذين يخلصون للثورة أن يعدوا كشف حساب بأخطائنا حتى لا نأتى بعد أربع سنوات قادمة لنكتشف أن الصراع على حكم مصر مازال يدور بين العسكر والإخوان بينما الشعب يجلس فى مقاعد المتفرجين.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة