أرسلت السيدة م م تسأل إننى بعد الولادة الأخيرة شعرت بتورم فى الساق اليسرى، مع ألم شديد وخاصة عند المشي. ثم بدأت أشعر بضيق فى التنفس مع نهجان شديد.
وعندما استشرت طبيبا أخبرنى بأنها جلطة بأوردة الساق مع احتمال وجود جلطة بالرئة. وأنا الآن فى حالة رعب شديدة، أرجوكم أفيدونى.
يجيب عن هذا السؤال دكتور إبراهيم داود أستاذ الجراحة بطب المنصورة قائلا: الوريد هو وعاء دموى يعود بالدم إلى القلب. وتحدث معظم الجلطات فى الأوردة العميقة فى الرجل أو الحوض، كما يمكن أن تحدث فى أجزاء أخرى من الجسم.
فإذا انفصلت الجلطة الدموية عن الوريد وسارت مع مجرى الدم، يمكن أن تستقر فى الرئة، وهذا ما يدعى الصمة الرئوية، وهى حالة مرضية شديدة الخطورة تنتج عن انسداد أحد شرايين الرئة ويمكن أن تؤدى إلى الموت.
وهناك عدد من الأسباب لذلك:
١- تعد الجراحة أكبر عامل خطر لحدوث جلطة الوريد وخاصة بعد عمليات البطن والحوض أو الأطراف السفلية والولادة.
٢- بعد كسور الأطراف أو الحوض أو بعد الشلل.
٣- بعض الأمراض الوراثية التى قد تسبب الجلطة بدون عمل جراحى.
٤- السفر الطويل والجلوس فى المقعد دون حركة لساعات طويلة.
أما عن الأعراض:
بعض الناس المصابين بتجلط وريدى عميق يشعرون بالأعراض التالية:
١- تورم الرجل أو تورم على طول مسار أحد أوردة الرجل.
٢- ألم فى الرجل أو ألم عند الضغط عليها. يكون الألم عادة فى رجل واحدة ويمكن أن لا يشعر به المريض إلا عند الوقوف أو المشى.
٣- الشعور بسخونة المنطقة المؤلمة أو المتورمة من الرجل.
٤- إحمرار الجلد أو تغير لونه.
إذا انتقلت الجلطة إلى الرئتين، تظهر أعراض الصمة الرئوية وهى:
• ألم فى الصدر.
• ضيق فى النفس.
• العجز عن التنفس.
من سوء الحظ، لا تظهر أعراض واضحة عند كل المرضى المصابين بالصمة الرئوية.
من المهم أن تخبر الطبيب أو الممرضة فوراً إذا شعرت بأعراض الصمة الرئوية أو التجلط الوريدى العميق.
الوقاية:
يمكن الوقاية من التجلط الوريدى العميق أسهل من معالجته.
المشى هو غالباً أفضل طريقة للوقاية من التجلط الوريدى العميق.
إذا كنت قادراً على المشى وسمح لك الطبيب بمغادرة السرير، احرص على المشى 3-4 مرات على الأقل فى اليوم الواحد. ولتكن إلى جوارك ممرضة فى المرات الأولى كى تتأكد من أنك تستطيع السير على قدميك بثبات.
إذا كنت تشك فى قدرتك على التوازن أو على السير، أطلب من الطبيب أن يرسل معالجاً فيزيائياً أو مهنياً لزيارتك.
إذا كنت غير قادر على مغادرة السرير أو لم يسمح لك الطبيب بذلك، كما هو حال بعض المرضى، حاول أن تحرك رجليك وأنت فى السرير. قم مثلاً بتحريك رجليك كأنك تقود دراجة هوائية، وقم بثنى كاحليك وبسطهما. القيام بمثل هذه التمارين 10-20 مرة فى الساعة حيت تكون مستيقظاً يمكن أن يقيك من تشكل الجلطات الدموية.
إذا كنت عاجزاً عن تحريك رجليك بسبب الضعف أو الشلل أو الألم، يمكنك أن تقى نفسك من التجلط الوريدى العميق. يمكن أن تلبس جوارب شد خاصة وأن تطبق على رجليك أجهزة ضغط تتابعية تساعد على عودة ضخ الدم إلى القلب وتمنع تشكل الجلطات الدموية.
أجهزة الضغط التتابعية هى نوع خاص من الجوارب تنتفخ وتنكمش بالتتابع، وبذلك تعيد ضخ الدم إلى القلب.
يمكن أن يحتاج الأمر إلى تناول أدوية مسيلة للدم لمنع تشكل الجلطات فى الأوردة. بعض هذه الأدوية يعطى عن طريق الحقن مثل الهيبارين، وبعضها يؤخذ عن طريق الفم مثل كومادين®، أو الوارفارين.
أما عن العلاج:
فالوقاية تبقى دوما أفضل من العلاج وتجلط الوريد قد يكون خطيرا إذا سبب الصمة الوريدية وحتى إذا لم يسببها فقد يسبب قصورا مزمنا فى الدورة الدموية للرجل، مما يؤدى إلى حدوث تورم مستمر فى الساق وتقرحات فيها.
أما عن العلاج فيشمل إعطاء مسيلات الدم الفموية أو التى تعطى عن طريق الحقن تحت الجلد. وهذا العلاج قد يستمر بين 3-6 أشهر ويحتاج المريض إلى متابعة مستمرة وتحاليل منتظمة للدم للتأكد من درجة سيولة الدم.
والهدف من العلاج هو منع انتشار أو انتقال الجلطة أو حدوثها مرة أخرى.
العلاج بحد ذاته له أيضا مخاطر منها النزف الداخلى ( الهضمى أو الدماغي..) وخاصة عندما يكون مستوى سيولة الدم عاليا ولهذا السبب فهويحتاج إلى متابعة ومراقبة مستمرة.
عليك إخبار طبيبك بالأدوية التى تتناولها وخاصة أن بعضها يتداخل مع مسيلات الدم. كما يجب إخبار طبيبك بأنك تتناول مسيلات الدم قبل إجراء أى عمل جراحى مهما كان صغيرا٠
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة