يقول الدكتور إيهاب سعد أستاذ طب وجراحة العيون بطب قصر العينى مدير مستشفى دنيا العيون، يغذى العين شبكة من الشعيرات الدموية الدقيقة تتواجد على سطح العين فى الملتحمة "الغشاء الخارجى الشفاف فوق بياض العين".
وتظهر على شكل خطوط حمراء على بياض العين كما يغذى العين من الداخل مجموعة من الأوردة والشرايين الدقيقة والتى تتميز بتدفق دم عال والتى تتميز بأعلى تدفق للدم فى الجسم كله، وذلك بأهمية وظيفة الإبصار ولاحتياجها المستمر للطاقة المستمدة من الشبكة المغذية وفى بعض الحالات المرضية مثل ارتفاع ضغط الدم ومرض السكر وأمراض سيولة الدم قد يحدث فجأة بقعة حمراء أو نزيف تحت الملتحمة على بياض العين، ويكون عادة شكلها مزعج وبدون حدوث أى مضاعفات ولا يصاحبها ألم، ويحدث هذا النزيف السطحى نتيجة خروج نقطة دم من إحدى الشعيرات الدموية الدقيقة نتيجة ارتفاع مفاجئ فى الضغط داخل الشعيرة الدموية، حيث تمتد هذه النقطة على بياض العين ويكون لونها داكنا فى البداية، ثم يفتح اللون بالتدريج ثم تمتص عن طريق الشعيرات الدموية على سطح العين، وعادة لا تترك أثرا وتعود الأمور إلى طبيعتها خلال أسبوعين على الأكثر هذا بالنسبة فيما يخص نزيف سطح العين.
وقد يحدث نزيف داخل العين لأسباب متعددة أشهرها ابتعاد السائل الزجاجى المبطن لفراغ العين عن الشبكية مسببا تمزق طرفى فى الشبكية يصاحبه نقط سوداء كثيرة فى مجال الإبصار مع وجود وميض متكرر "يشبه فلاش الكاميرا"، وقد يصاحب ذلك اختفاء جزء من مجال الإبصار أو الرؤية الطرفية للمريض عند الإهمال فى العرض على الطبيب، وتعتبر هذه العلامات من المؤشرات الضرورية لسرعة الكشف على العين وفحص الشبكية لاكتشاف الحالة مبكرا حيث يكون العلاج بجلسة ليزر لإصلاح تمزق الشبكية قبل أن تتطور الأمور لانفصال شبكى.
ومن أشهر الأسباب الأخرى للنزيف التطورات السكرية التكاثرية بالشبكية الناتجة عن طول فترة الإهمال فى علاج مرض السكر والمؤدية إلى ظهور شعيرات دموية غير طبيعية تؤدى إلى حدوث نزيف بالشبكية وتليفات تنتهى بانفصال شبكى وضعف شديد فى الإبصار.
وننصح فى هذه الحالة مرضى السكر بالاستمرار فى المحافظة على معدلات السكر فى الدم فى الإطار الطبيعى "السكر بعد الأكل أقل من 200 مج لكل ملى لمنع حدوث هذه المضاعفات مع أهمية الفحص الدورى السنوى لقاع العين لمرضى السكر وفى حالة اكتشاف الأوعية الدموية التكاثرية يقوم الطبيب المعالج بعمل أشعة بصبغة الفلورسين لتحديد مناطق العلاج، ويتمثل فى إجراء جلسة أو أكثر من الليزر بالشبكية بهدف التخلص من الأوعية الدموية الغير طبيعية، كما يضطر الطبيب فى بعض الحالات إلى حقن مواد علاجية داخل العين تؤدى إلى سرعة امتصاص النزيف.
وفى بعض الحالات الأخرى يكون العلاج عن طريق إجراء جراحات الجسم الزجاجى والتى فيها يتم التخلص من النزيف أو التليفات الموجودة على الشبكية والتى تعكس تأخر الحالة المرضية وننصح المريض بالاهتمام بأعراض حدوث النزيف والتى من أهمها ظهور النقاط السوداء الكثيرة فى مجال الإبصار أو ضعف شديد مفاجئ فى الإبصار، حيث يؤدى الإهمال إلى إمكانية فقد البصر نتيجة المضاعفات.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة