أكرم القصاص

أعطنى مؤامرتى.. اضحك عليا

الأحد، 22 يوليو 2012 08:29 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
هناك ناس تحب من يخدعها وترفض من يصارحها بالحقيقة، يفضلون الكذب والكذابين. بعض هؤلاء مرضى بالمبالغة والهوس والهواجس، تجعلهم يرفضون رؤية الحقيقة. ربما لأنهم من سنوات طويلة اعتادوا أن يقتاتوا على الأكاذيب. بعض من يدافعون عن الباطل يقبض ثمن ذلك. والبعض يرفض الاعتراف بأخطائه، فيضطر لاختراع أكاذيب يبرر بها تحالفاته ورهاناته المختلة.

نقول هذا بمناسبة مايطرحه بعض كبار حلفاء السلطة الجديدة، الذين يصرون على اختراع مؤامرات ليبرروا استمرار الانفلات، وتعثر تحقيق برنامج المائة يوم، واستمرار الزبالة والانفلات الأمنى، وانقطاع الكهرباء. فى البداية كان أنصار الجماعة يتهمون الحكومة بالتآمر على الرئيس، ثم اعترف الرئيس نفسه بأن الحكومة قامت بدور مهم، ولم يشعر أنصار نظرية الدولة العميقة بأى كسوف من نظرياتهم. واستمر بعضهم فى إعادة اختراع نظريات مؤامراتية لتبرير خيباتهم وفشلهم، وقد اعتادوا البحث عن شماعات يعلقون عليها تأخر تنفيذ الوعود السياسية والاقتصادية. وهذه الحجج قد تستمر لأيام أو أسابيع، لكنها لن تصمد للمستقبل.

وأخطر ما يرتكبه السياسيون، أو ما ارتكبوه طوال شهور، أنهم أفرطوا فى تقديم الوعود ولم يصارحوا الناس بالحقيقة، وأن الوضع الاقتصادى والسياسى صعب، ويحتاج إلى مجهود كبير. وبالغوا فى تقديم وعود مجانية عن إنهاء المشكلات العاجلة فورا، والبدء فى تنفيذ برنامج المدى الطويل. واتذكر أثناء الانتخابات انتقدنا المرشحين الذين بالغوا فى تقديم الوعود، وقلنا إنهم يمنحون الناس أملا اليوم لكن عدم تطبيق الوعود سيورث الإحباط. ويومها انتقدنى بعض التراس المرشحين، وقالوا إننا نزرع اليأس.. بينما نعتقد أن المصارحة هى التى تعطى الأمل، خاصة إذا كانت قائمة على المشاركة.

الآن بعد أسابيع من انتخاب الرئيس، مازال هناك من يصر على ابتكار مؤامرات والحديث عن خطط لعرقلة الرئيس عن عمله، وهؤلاء للأسف يحاولون أن يبرروا التعثر ويبحثون عن شماعات، بينما الحقيقة أن الوضع صعب فعلا، ولم تحله خيالات، بلا معلومات ممن يقتاتون على شائعات وعنعنات، ويتجاهلون أنهم ساهموا بنصيب فى رسم صورة للواقع تختلف عن الحقيقة، وأنهم خدعوا الناس بوعود مبالغ فيها.

كبار المبالغين وقد اعتادوا رسم توقعات عن السياسة والانتخابات بلا جذور، توهوا الناس وشحنوهم فى الاتجاهات الخاطئة، وصنعوا أعداء، ولديهم استعداد لرسم سيناريوهات عن أعداء ومؤامرات، لأنهم مرضى لا يمكنهم مواصلة وجودهم بعيدا عن الخيالات المريضة واختراع عدو. بعضهم لايزال يتحدث عن النظام السابق، ويتهم كل من يختلف معه بأنه فلول، بينما هو نفسه تلبسته روح الفلول، وملأه التسلط، لايعيش بلا مؤامرة ولا خداع.

هناك فريق من الناس ينسبون أنفسهم للثورة، ليس لديهم مايقدمونه سوى هدم ومهاجمة وتدمير آخرين.. تارة باسم الفلول، وأخرى باسم التطهير، وهم أنفسهم فى حاجة لتطهير أنفسهم من أمراض أصابتهم وتمكنت منهم، وهى أمراض التسلط ورفض الاعتراف بالخطأ.





مشاركة






الرجوع الى أعلى الصفحة