سعيد الشحات

غناء أحمد إسماعيل الذى أنار قريتنا

الأحد، 10 نوفمبر 2013 07:28 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
كتبت أمس عن الفنان أحمد إسماعيل.. وأنه صوت رائع غنى للثورة، وبشر بها منذ النصف الثانى من ثمانينيات القرن الماضى، وأستكمل..

كانت قريتى كوم الأطرون - طوخ - قليوبية، فى مطلع ثمانينيات القرن الماضى، نموذجا للأرض التى ترمى فيها بذرة التغيير فتنمو سريعا، وحدث ذلك فى وقت جبروت نظام مبارك واستبداده، كنا طلابا فى الجامعة، وتعاهدنا على أن نحمل شعلة التنوير فى القرية، ونفذنا لذلك أفكارا اجتماعية وثقافية وسياسية واقتصادية مبدعة، وتصادمنا مع صلابة الأنماط التقليدية التى تعيش عليها القرية المصرية، وفعلنا على الأرض أشياء، وواجهنا تحديات، تستحق قصة منفصلة بذاتها.

دعونا لزيارة القرية فى مؤتمرات وندوات وأمسيات أسماء قامات مثل، خالد محيى الدين، حمدين صباحى، خالد جمال عبد الناصر، أمين اسكندر، عبدالحليم قنديل، الدكتور حسام عيسى، كمال أبوعيطة، الدكتور عزازى على عزازى، محمد حماد، جمال فهمى، الدكتور مجدى زعبل، المهندس محمد الأشقر، ضياء رشوان نقيب الصحفيين، الشاعر جمال بخيت، أسامة أنور عكاشة، الكاتبة الصحفية أمينة شفيق، الكاتبة فتحية العسال، سهام نجم، ومن الفنانين الدكتور سيد عبدالكريم، سيد عزمى، فردوس عبدالحميد، سهير المرشدى، وجيه عزيز، وغيرهم.
جاء أحمد إسماعيل فى هذه الأجواء، وبدأ ارتباطه بقريتنا بأمسية صيفية لا تنسى تحت شجر المشمش، احتفالا بنجاح طلاب الثانوية العامة عام 1988، «أصبحوا الآن كبارا فى أعمالهم»، وكان الصديق عزازى على عزازى ضيفنا معه، وضيفنا الدائم فيما بعد، غنى أحمد ليلتها الكثير: «يا عم إدريس»، و«يا توت بلدنا»، و«ارجع بقى» و«يا طوبة حمرا وطوبة خضرا وطوبة البنا يضرب فيها بالموال»، و«إيدك لسه فى إيدى بتعرق، لسه بتعزق، الأرض اللى سقاها بردى» و«هيلا هيلا وهيلا»، و«هنغنى وديما هنغنى»، و«ازرع كل الأرض مقاومة»، وغيرها من الأغنيات التى ألهبت حماس العشرات الذين حضروا، فتحولوا جميعا إلى كورال له بقيادة الدكتور عزازى، تكررت أمسيات أحمد إسماعيل، وأصبح بمثابة واحد من أبناء قريتى، يحمل عوده متجولا فى شوارعها، يجلس مع أهلها، وشاركه فى بعض أمسياته الراحل أحمد شاهين، وأحمد الغندور الذى هجر الغناء ويعمل الآن فى السعودية، ازداد جمهور أحمد إسماعيل فى البلدة، وتنوع من فلاحين إلى متعلمين، ومن شيوخ إلى أطفال، وأصبحت أغنياته على كل لسان، كان صوته وسيلة جذب لكل الحالمين بوطن حر، ووسيلة تحريض ضد الظلم والاستبداد، وأداة لمعرفة قسوة الواقع الذى نعيشه.
فى مثل هذه التجارب ستجد نوعيات من البشر تختلف درجة وعيها وثقافتها، لكن صوت «أحمد إسماعيل» بأغانيه الجميلة، امتلك القدرة على جمع كل الحالمين بالتغيير بدرجات وعيهم المختلفة، تنفذ أغنياته بصوته الشجى إلى الوجدان، فتمده بشحنة هائلة من السمو والارتقاء والإيمان بأن فجرا جديدا على مصر سيجىء، ساهمت أغنياته فى تعميق تجربتنا، وأعطتها زادا جماهيريا إضافيا.
أذكر أننى اصطحبته إلى منزل صديقى المطرب الراحل الكبير محمد رشدى، ليستمع إلى بعض ألحانه، لعله يحصل على أحدها، ولما استمع إليه صفق قائلا: «الله، الله، صوتك هزنى وسكن قلبى، إنت فين مستخبى».








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة