يلجأ الوالدين غالبًا، إلى استخدام العنف كأحد الوسائل التربوية، والتى تكون لها نتائج سريعة مع الطفل، إلا أن العديد من الدراسات أثبتت أن هذا الأسلوب فى التعامل مع الأطفال يسبب مضاعفات خطيرة على المدى البعيد.
يقول الدكتور أحمد صلاح أخصائى أمراض الطفولة، إن منظمة الصحة العالمية تعرف العنف ضد الأطفال على أنه استخدام القوة، أو القسوة مع الطفل بشكل متعمد، بهدف إيذائه، ويترتب على تلك الحالة إصابة الطفل بإيذاء بدنى أو نفسى، ويتضمن العنف ضد الأطفال العنف البدنى والنفسى والجنسى.
مشيرا، إلى أن إحدى الدراسات الحديثة وجدت أن الأطفال الذين يتعرضون إلى الإيذاء البدنى فى الصغر بكثرة، أكثر عرضه للإصابة بالانطوائية والانعزال عن المجتمع عند الكبر، مضيفًا، أن العقاب البدنى له تأثير بالغ على النمو الإدراكى للطفل، بالإضافة إلى أنه يقلل من مستوى ذكاء الأطفال، مقارنة بالأطفال الذين يتم التعامل معهم بأساليب أخرى، كالعقاب الشفهى أو الحرمان من بعض.
وأضاف صلاح، إن الأطفال يتعرضون للعنف الجسدى بنسبة 25%، وفى الغالب يكون مصحوبًا بالعنف النفسى أيضًا، بالإضافة إلى أن 50% من العنف الموجه ضد الأطفال يكون الضرب المبرح، أو الضرب بالأدوات الحادة.
وأكد صلاح، إن التعامل بالعنف البدنى مع الأطفال لا يؤدى إلى تحسين سلوكهم، بل يجعلهم أكثر عنفًا ضد أصدقاء الفصل أو الدراسة، مشيرا إلى أن العنف فى المدارس يؤدى إلى التبلد الدراسى.
وفسر صلاح تلك الظاهرة بسبب الظروف الاقتصادية الصعبة، والتى يمر بها الوالدان مع ارتفاع تكاليف الحياة، مما يؤثر على أعصاب الوالدين، ولا يستطيعا كبح غضبهما أمام الطفل، مضيفًا إن هناك أسبابًا أسرية قد تؤدى إلى ظهور العنف ضد الأطفال مثل الخلافات الأسرية بين الوالدين، تدخل العائلة فى مشاكل الوالدين، وانتشار المعتقدات الخاطئة حول إن الضرب هو تربية الصحيحة، وأنه قادر على تقويم سلوك الطفل.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة