عن الحادث الإرهابى الإجرامى بتفجير مديرية أمن الدقهلية يحدثك سفهاء عن أنه من تدبير أجهزة الأمن، يستدعون كل الحجج السفيهة لإثبات وجهة نظرهم، بعض هؤلاء السفهاء يقولون إن فى مديرية أمن الدقهلية معتقلين من الإخوان، فكيف تتحمل الجماعة مسؤولية التفجير، وبعضهم يقول إن الحادث مقصود لتبرير القبضة الأمنية، وبعضهم يواصل سخافته وبلادته وانعدام ضميره قائلا: «دول من الداخلية مفيش مشكلة».
بعضهم يهلل فرحا لأن ما يحدث دليل على ترنح ما يسمونه بـ«الانقلاب» ويغفلون أن جرائم الإرهاب تزيد من قوة وتماسك المنطق القائل، بأن مصر كانت تحكمها عصابة إرهابية بامتياز، وأن التخلص منها حتمى وواجب وطنى.
أذكر أن النقاش أعيانى مع شخص «ربعاوى» بعد حادث مقتل 25 من جنودنا فى رفح فى عملية إرهابية بشعة، ظل يجادلنى بأن الحادث من تدبير الأجهزة الأمنية، كان منفوخا بالثقة وهو يلقى حجته الفارغة بربط الأحداث طبقا لمنطقه المريض، لم يخف سعادته مما حدث لأنه كما يزعم «عقاب إلهى»، أخرجنى عن شعورى وهو يقول ببرود: «ما يحصل اللى يحصل، فيها إيه يعنى لما يتقتل كم عسكرى على كم ضابط، فيه ناس ماتت زيهم فى رابعة العدوية».
أعرف «ربعاوية» يشاهدون سفاهات طلاب الإخوان فى الجامعات وخصوصا فى الأزهر بإعجاب بالغ، ويتحدثون عن أنها الطريق القوى لعودة محمد مرسى إلى الحكم، فى يقين هؤلاء أن إرهاب الطلاب للأساتذة، وإغلاقهم أبواب الجامعة بـ«العافية» هو من فقه الجهاد الواجب، هو نفس «الفقه المريض» الذى تحدث به «ربعاوى» عن جريمة ذبح الإخوان لسائق المنصورة بأنها مجرد «رد فعل».
حديث « الربعاوى «عن مقتل الـ25 جنديا فى رفح، وفرح «الربعاوية» بما يحدث فى الجامعات من تخريب بواسطة طلاب «ربعاوية»، وتبرير «الربعاوى» لذبح سائق المنصورة، هو نفس الأسطوانة المريضة التى يرددها كل «الربعاوية» بعد تفجير مديرية أمن الدقهلية بالمنصورة، هى سكة البقاء على جثث أبرياء، وبالتالى ليس من المستغرب أن ترى مثلهم الأعلى فى جماعات إرهابية مثل «بيت المقدس» وغيرها.
ماذا حدث حتى تصمم «جماعة» على أن بقاءها يأتى من تدمير الآخرين؟، ماذا حدث لترى هؤلاء السفهاء يذهبون فى ولائهم إلى «جماعة» وليس إلى وطن، وتحكمهم عقلية المؤامرة حتى على أنفسهم؟.
تكتب جماعة الإخوان بيانا تافها يدين جريمة مديرية أمن المنصورة، لكنها تترك قواعدها يكتبون السفاهات على الجدران فى الشوارع للتحريض ضد الجيش والشرطة، تتحدث عن الإدانة لكنها تصنع بامتياز طبخة الإرهاب، فالإرهابى ليس من يضع يده على زناد البندقية وفقط، وليس من وضع حزاما ناسفا على جسده وفقط، وليس من جهز عربية وفجرها بشحنة متفجرات وفقط، وإنما يتقدم هؤلاء كل من غرر الآخرين بفتاوى تبرر الإرهاب، وكل من يتنكر لإرادة شعب، وكل الجماعة التى أفتت بأن المظاهرات بـ«المولوتوف» شرعية، الإرهابى هو من يجهز المسرح للغير، هو من يوفر الغطاء السياسى لمنفذ الجريمة، ويتساوى فى ذلك «الإخوان» «وأنصار بيت المقدس».
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة