أكرم القصاص

العقل المفخخ المصدر الرئيسى للإرهاب

السبت، 28 ديسمبر 2013 06:56 ص

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
وراء كل قنبلة أو سيارة مفخخة، تقف فكرة أو أفكار وتحريض وشحن، والبيانات المصورة التى تبثها جماعة أنصار بيت المقدس الإرهابية، لانتحاريين، يبتسمون ويتصورون أنهم يعبدون الله بقتل مواطنين، تكشف عن مدى التأثيرات الفكرية وغسيل الأمخاخ الذى يحول الشباب إلى قنابل وأدوات للتفجير، ودائما كان وراء العمليات الإرهابية فى السبعينيات والثمانينيات فتاوى تبرر القتل.
وراء قتل السادات كانت أفكار محمد عبدالسلام فرج و«فريضته الغائبة» الذى اعتبر قتل الرئيس جهادًا، ومن بعده قتل رجال الشرطة فى مديرية أمن أسيوط، وقبله شكرى مصطفى تبرير قتل الشيخ الذهبى، وفى الثمانينيات والتسعينيات، كانت أفكار القتل الدينى خليطًا من أفكار سيد قطب وأبوالأعلى المودودى، وكان ميثاق العمل الإسلامى، وهى أفكار راجعتها الجماعة الإسلامية، لكنها بقيت تنتقل كالفيروسات من جيل لآخر وتتحور، وتظل الفكرة الرئيسية التى اعتبرت أن المجتمع جاهلى، وأن الإخوان ومن فى مكانهم يقومون بدور الرسول والصحابة فى إعادة الإسلام لمجتمع كافر.
تنظيم مثل أنصار بيت المقدس، عملياته كلها ضد المصريين، ويعتبر أن أعداءه هم جنود الجيش والشرطة وكل من يكون فى محيطهم، وفى الفيديوهات التى يبثونها يعتبرون القتل عبادة، ويتم تحويل هؤلاء الشباب إلى أدوات قتل فاقدة للوعى، تعتبر المجتمع والدولة عدوا وكافرا.
بعض المحللين يمدون تنظيمات القتل إلى جماعة الحشاشين وقائدها حسن الصباح الذى كان أتباعه مستعدين لإلقاء أنفسهم من أعلى الجبال بأوامره. وبالتالى فقتل الآخرين أمر طبيعى، وحتى عندما اغتال التنظيم الخاص للإخوان النقراشى والخازندار، أصدر حسن البنا بيانات تدين القتلة، لكن التحقيقات أثبتت أن البنا كان يقول «ماحدش يخلصنا منه» وهو ما اعتبره أمرا وتسويغا للقتل.
عندما ظهرت جماعة التكفير، كان شكرى مصطفى، أحد تلاميذ الإخوان، أصدر المرشد الثانى حسن الهضيبى كتابه «دعاة لا قضاة» يرفض التكفير والعنف، لكن بقى الخيطان داخل الإخوان والجماعات التى خرجت من عباءتها، لكن احتفظت الجماعة بوجهين ظاهر وباطن يمارسون السياسة علنا، محتفظين بتنظيم تقليدى سرى، حتى بعد انتقالها للسلطة، والرئاسة، أصبح قادة العنف والإرهاب السابقون هم الأقرب لتيار قطبى داخل الإخوان، عاد ليتصور أن العنف يمكنه حسم الخلاف السياسى، ولهذا كانت قيادات الجماعات الأكثر عنفًا أقرب للإخوان، رأينا عاصم عبدالماجد وصفوت عبدالغنى وطارق الزمر أقرب للجماعة.
واليوم، ونحن أمام عمليات إرهابية وعنف، هناك رد جاهز أنه لاتوجد أدلة على تورط الإخوان فى تمويل أو تخطيط العمليات المفخخة فى المنصورة وسيناء، لكن يطلقون تصريحات وتهديدات ويرتكبون عنفا ظاهرا، منه متظاهرون ذبحوا سائق المنصورة، وحلاق بورسعيد، وحرق وتخريب ظاهر بالجامعات، ويطالبون بالفصل بين «الإرهاب المفخخ»، والعنف المؤكد، حتى لو كان الإرهابيون يبررون فعلهم بالدفاع الغامض عن الإسلام، بينما المظاهرات تتجاهل الشعب وتزعم الدفاع عن الشرعية، الإخوان وحلفاؤهم يتبرأون من الإرهاب، ولا يرفضون الأفكار وراءه.
وخلف العمليات الانتحارية أو السيارات المفخخة، عقليات تخطط وتدبر، وأفكار وتحريض وتمويل، كلها فى حاجة لمن يربط خيوطها، ليكشف عمن يفجر السيارات بأفكار مفخخة.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة