د.عثمان فكرى

2014.. عام الأمنيات المتناقضة

الثلاثاء، 31 ديسمبر 2013 11:07 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مع إشراقة شمس الساعات الأولى فى عام 2014م، لا تبدو أمنيات المصريين وأحلامهم، وآمالهم، نحو بلدهم مشتركة ومتشابهة؛ فإذا كنت إخوانيا أو متعاطفا مع الجماعة، فأنت حتما تتمنى أن تعود عقارب الساعة إلى ما وراء 30 يونيو، 2013م، تحلم بأن تكون ما عشته طوال ستة شهور كاملة مضت، هو فقط مجرد كابوس، طويل سوف ينتهى قريبا.

قد تغمض عينيك وتسبح بخيالك وأنت ترسم سيناريو مثاليا لما وقع من أحداث.. سيناريو يسمح لك بامتلاك آلة الزمن، كى تدير عقارب مؤشرها إلى يوم 26 يونيو2013م، حينما ألقى الرئيس السابق محمد مرسى خطابه الشهير، الذى قلب الدنيا رأسا على عقب، وبدلا من أن يعالج الأزمة، زادها اشتعالا، لتصنع أنت بنفسك خطابا جديدا، فى نقاط محددة، يلبى مطالب أجمعت عليها القوى السياسية آنذاك، وكانت كفيلة بنزع فتيل الأزمة، وتجنيب مصر ويلات الفوضى الحالية، والانقسام الكبير الذى يكاد يعصف بالجميع، لا يبقى ولا يذر.

أما إذا كنت من المعسكر المقابل الذى يكره الإخوان وكل من يأتى من "ريحتهم"، فأنت حتما ستتمنى أن تكون بدايات عام 2014م هى بداية نهاية المعاناة التى عاشتها مصر طوال الشهور الماضية منذ عزل مرسى، ستحلم بمصر جديدة، خالية من المظاهرات، والعنف، والانفجارات التى تتصاعد وتيرتها، وتتسع قائمة أهدافها، بحيث لم تعد تكتفى بالعسكريين فقط، بل أصبح المدنيون من المصريين البسطاء هدفا سهلا وموجعا لضرباتها.

وقد تحلم بأن يدرك الإخوان وأنصارهم أن قواعد اللعبة قد تغيرت، وأن مياها كثيرة قد جرت فى النهر، وأن تعلى قياداتها مصلحة الوطن فوق مصلحة الجماعة، وأن يدرك شبابها أنهم وقود معركة خاسرة لا محالة، يخسرون فيها مستقبلهم، وتخسر مصر شبابهم وقوتهم وعلمهم.

وقد يتضخم الحلم فى عقلك لترسم بخيالك صورة أكثر إشراقا لمصر 2014م، مصر المستقرة التى أنهت استحقاقاتها الديمقراطية، وقطعت شوطا كبيرا نحو مستقبلها الواعد، وفتحت صفحة جديدة مع الجميع، وألقت خلافات الماضى وانكساراته وسقطاته وغباواته وراءها، مصر القوية القادرة على مجابهة تحديات الداخل والخارج.

وإن كنت من المنتمين للسواد الأعظم من بسطاء هذا الشعب، فأنت تحلم بوظيفة تغنيك شر السؤال، وسوقا منضبطا يجنبك جشع التجار، ومدرسة حكومية تضمن لأبنائك مستقبلا آمنا، ومستشفى حكوميا يوفر لك علاجا حقيقيا، ووسائل نقل آدمية.

لكل منا أحلامه الشخصية وأمنياته الخاصة التى يطمح فى تحقيقها لنفسه ولأحبائه من حوله، ولكننا فى هذه اللحظات الفارقة فى حياة الأمة المصرية، أجزم أننا جميعا ننظر بعين الخوف والقلق والترقب لما هو قادم، ومعظمنا على استعداد أن يرهن حلمه ويؤجل طموحاته طمعا فى أن تحقق مصر حلمها، وتعود مصر الأمن والأمان قولا وفعلا .. ويعز على النفس فى هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ الوطن، أن تكون أمنيات البعض من أبناء الوطن هى استمرار حالة الارتباك والتأرجح والفوضى إلى ما لا نهاية، استمرار حالة التدهور الاقتصادى والاجتماعى، والسيولة السياسية، وفقدان الإحساس بالأمان فى الشارع والمنزل، والعمل ووسائل النقل، وكأن الوطن أصبح مجرد رقم فى معادلة المكسب والخسارة التى تحكم حياتنا وتصرفاتنا.
كل عام ومصر بخير.








مشاركة

لا توجد تعليقات على الخبر
اضف تعليق

تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة





الرجوع الى أعلى الصفحة