تحدثت أمس عن مذكرات الزعيم الأفريقى نيلسون مانديلا: «مسيرة طويلة نحو الحرية»، وتناولت ما جاء فيها عن مكانة مصر الغالية فى قلب هذا الثائر العظيم الذى رحل عن عالمنا يوم الخميس الماضى، وحديثه عن عواطفه الجياشة نحو جمال عبدالناصر فى زيارته الأولى لمصر عام 1961، التى غادرها على أن يعود إليها بعد أسبوعين لمقابلة عبدالناصر، لكن تم اعتقاله ليظل فى سجون جنوب أفريقيا 27 عاما متصلة.
وبعد الإفراج عنه جاء إلى مصر مرة ثانية، وزار قبر عبدالناصر، وطلب مقابلة محمد فائق رجل أمجاد عبدالناصر فى أفريقيا وهمزة الوصل مع مناضليها، ومن هؤلاء «مانديلا»، وفى اللقاء الذى جمع الاثنين، تذكر الزعيم الأفريقى واقعة تؤكد إلى أى مدى كانت القاهرة قبلة المناضلين الأفارقة، وكيف كان لمصر حضور خاص فى أفريقيا ما زلنا نعيش عليه إلى الآن.
وجه «مانديلا» سؤالا له مغزى لـ«فائق»: هل تتذكر من كان عندك حين جئت لأقابلك؟ فرد فائق بسؤال: «من كان عندى؟»، فأجاب مانديلا: «كان عبدالرحمن بابو خارجا من عندك»، و«بابو» كان من قادة النضال الوطنى فى «زنجبار»، وأصبح فيما بعد رئيسا للدولة الموحدة التى حملت اسم «تنزانيا».
فى مذكرات مانديلا عن الزيارة الثانية لمصر يقول: «بدأت رحلة فى أفريقيا شملت عدة دول، وفى كل مكان ذهبت إليه كنت أقابل بالجماهير المتحمسة التى بلغ عددها نصف مليون فى «دار السلام»، وفى القاهرة وفى اليوم التالى للقاء خاص مع رئيس الجمهورية «محمد حسنى مبارك»، كان من المقرر أن أخطب فى حشد كبير فى قاعة محلية، ولما وصلت بدأت جموع تفيض فى القاعة، ولم تكن هناك احتياطات أمنية كافية فذكرت لرجل الشرطة أنه يجب دعم القوة، ولكنه هز كتفيه».
يضيف «مانديلا»: انتظرت و«وينى» - زوجته - فى غرفة خلف المبنى وفى الساعة المحددة أشار إلى رجل الشرطة أن أدخل، وطلبت منه أن يرافق بقية الوفد أولا خوفا من حدوث جلبة بعد دخولى ولا يتمكنوا هم من اللحاق بى، لكن رجل الشرطة حثنى على الدخول أولا، وفعلا وبمجرد دخولى القاعة تزاحمت الجماهير مندفعة إلى الأمام وتغلبت على كردون الشرطة، وفى حماسهم دفعوا بى، واهتز توازنى وفقدت فردة حذائى فى تلك الفوضى، وبعد أن بدأت الأمور تهدأ وبعد عدة دقائق لم أعثر على حذائى أو على زوجتى «وينى».
يضيف نيلسون مانديلا: فى النهاية، وبعد حوالى نصف ساعة أحضروا «وينى» معى على المسرح، وكانت غاضبة لما حدث، ولم أستطع مخاطبة الجمهور لأنهم ظلوا يهتفون: «مانديلا، مانديلا، مانديلا، بصخب لدرجة لم يستطع أحد معها سماع صوتى، فغادرت المكان فى النهاية بدون حذائى، وكانت زوجتى صامتة على غير العادة».
فى المذكرات يروى الزعيم الأفريقى، ما تعلمه من طفولته ومسيرة الـ27 عاما التى قضاها خلف الجدران.. وغداً أستكمل.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة