د.عمرو هاشم ربيع

خطة مقترحة لجبهة الإنقاذ للمشاركة فى الانتخابات

الإثنين، 11 مارس 2013 08:10 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
بعد صدور حكم القضاء الإدارى منذ أيام بعودة قانون الانتخابات من حيث ما أتى، لم تعلن جبهة الإنقاذ التى اغتبطت للحكم عن عزمها نزول الانتخابات مجلس النواب القادمة، ولعل حكم المحكمة السابق يعطى الجبهة مهلة جديدة للتفكير فيما إذا كانت ستعيد النظر فى المشاركة فى الانتخابات أم لا. بعبارة أخرى، جاء الحكم الأخير ليعطى فسحة معتبرة من الوقت لإعادة التفكير، إذ ربما تتراجع الجبهة عن الموقف الذى اتخذته بمقاطعة الانتخابات، وربما يقنع حزب المؤتمر بزعامة عمرو موسى، والحزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى بزعامة محمد أبو الغار، شركاءه فى الجبهة بالمشاركة فى تلك الانتخابات. لكن إذا ما أسفرت المفاوضات خلال الأسابيع القليلة القادمة عن مشاركة الجبهة، فما هو المخطط الانتخابى الذى يجب أن تشارك من خلاله فى تلك الانتخابات؟
أولا: هناك أمور لا يجب أن تتقيد بالانتخابات، بمعنى أنها لازمة لأى عمل حزبى فى أية دولة ديمقراطية، هذه الأمور تتعلق بحتمية النزول إلى الشارع لمشاركة المواطنين فى تذليل العقبات التى تقف فى وجههم من جراء مصاعب الحياة التى تفرضها الظروف الاقتصادية والاجتماعية، هنا يتحتم النظر أيضا لما يقوم به الجانب الآخر من نزول للشارع منذ أكثر من شهر فى حملات العلاج المجانى وغيرها، وكلنا يعلم أن هذا النزول ليس نزولا للمرة الأولى، إذ سبقه حملات إخوانية منذ تأسيس الجماعة للارتباط بالشارع، ما ساهم فى بروز نجمها وأفول نجم آخرين.
ثانيًا: فضح وتعرية ممارسات الخصوم أمام الرأى العام، وهى ممارسات نتجت عن حصاد الهشيم الذى جنته ممارسات السلطة منذ 30 يونيو 2012 حتى الآن، وهذا الفضح وتلك التعرية لا يجب أن يقف كما كان دائمًا عند حدود القضايا السياسية، لأن الوقوف عندها كثيرًا يجعل الطرف الثانى يسرع فى الرد والهجوم، وكسب المزيد من الشعبية بأن الطرف الثانى يريد عدم الاستقرار لهذا البلد، هنا نشير إلى كفاية الظروف الاقتصادية والاجتماعية الرثة التى استفحلت فى الفترة الأخيرة، لكى تكون مجالا لفضح ممارسات الحكم.
ثالثًا: مواجهة دعابة الطرف الآخر من جبهة الإنقاذ ما هى إلا جبهة خراب مصر، ولعل أحد الأسس التى اتبعت فى ذلك هى إلصاق تهمة دعم العنف فى الشارع إلى الجبهة، خاصة منذ الاحتفال بعيد الثورة الثانى وحتى الآن، ما وجب معه الاعتراف بالفعل أنه أمر أدى إلى تخسير الجبهة أرضية حصدتها منذ الاستفتاء على الدستور فى ديسمبر الماضى. هنا نقترح أمرا واحدا فقط، وهو التنديد بكل حدث عنف يقوم به الشباب الأرعن فى الشارع والخارج عن نطاق التظاهر السلمى، كقطع الطرق وخطوط السكك الحديدية وإلقاء المولوتوف على المنشآت العامة بما فيها قصر الرئاسة، وفتح السجون...إلخ.
رابعًا: محاولة جذب بعض أنصار الطرف الثانى وجعلهم ليس بالضرورة مؤيدين للإنقاذ، بل على الأقل محايدين، هنا نشير إلى أهمية الإبقاء على معارضة حزب النور للحكم الحالى. من ناحية أخرى، من المهم الوصول إلى مناصرين جدد يقفون فى مواجهة الحكم كى يكونوا طرفا فى العملية الانتخابية، من خلال التنسيق معهم فى إعداد قوائم المرشحين، هنا نشير تحديدًا إلى غد الثورة ومصر القوية.

خامسًا: العمل الدؤوب من الآن، حتى لو كانت النية فى الوقت الراهن هى عدم المشاركة فى الانتخابات، لإعداد قوائم انتخابية يوقع عليها كافة القوى والفواعل السياسية التى تشارك فيها الجبهة، فإذا لم تشارك الجبهة فى الانتخابات لن تخسر كثيرًا، وإذا شاركت تكون جاهزة بقوائم مرشحيها دون ارتباك. وبالنسبة للتفاوض المشترك لإعداد القوائم من المهم أن تكون النية سليمة فى هذا الأمر حتى لا يفضى الأمر فى النهاية عن حدوث فضائح كبيرة إبان الانتخابات، من خلال تنافس مرشحى الجبهة مع بعضهم البعض بدلا من المنافسة مع خصومهم الأساسيين.

سادسًا: منح مرشحى الجبهة دروسا فى كيفية التفاعل مع أبناء الدائرة إبان الانتخابات، من حيث إعداد فريق العمل، وتمويل الفريق، وكيفية التعاون بين المرشحين فى ذات الدائرة، وآلية التنسيق فى عقد المؤتمرات وتوزيع مواد الدعاية الانتخابية، وما يتوجب على المرشح عمله فى تلك المؤتمرات من حيث الرد على الأسئلة الأكثر حرجًا، وكيفية ارتداء الزى ونوع الزى، وطبيعة الصوت المستخدم فى المؤتمرات، وكيفية إغداق أو عدم إغداق الناخبين بالوعود، وحضور المناسبات الاجتماعية، واختيار المندوبين والوكلاء فى لجان الاقتراع والفرز..إلخ.
وعلى الله قصد السبيل








مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة