د.عثمان فكرى

ردا على بيان "الصحفيين": أين الهوى السياسى؟

الإثنين، 27 مايو 2013 10:00 م

مشاركة

اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
فى عبارات مقتضبة، تأسف مجلس نقابة الصحفيين على تقرير الممارسة الصحفية، الذى أصدره المجلس الأعلى للصحافة مؤخرا، وبرر المجلس أسفه لافتقار التقرير لأبسط معايير البحث العلمى، فضلا عن هيمنة الهوى السياسى والعشوائية على أحكامه ونتائجه، بما يسقط عنه أية مصداقية.

انتهى كلام مجلس نقابة الصحفيين الموقر، ولكن لم ينته النقاش الدائر حول التقرير "الزلزال"، بحسب وصف عدد من الإعلاميين، تعبيرا على حالة الجدل الكبيرة التى أثارتها نتائجه، والتى عدت دليلا بارزا على قوة التقرير وعمق تأثيره فى الوسط الصحفى، بعد ما يقترب من أسبوعين تذكر مجلس نقابة الصحفيين أن تقريرا يتناول أوضاع الممارسة المهنية فى فترة بعينها صدر عن المجلس الأعلى للصحافة، ومن ثم وجب التعبير عن الآسف حيال التقرير، بالطبع سبق صدور بيان النقابة صولات وجولات فضائية من الجمالين فهمى وعبد الرحيم تنتقد التقرير وصانعيه.. تصفه بالأضحوكة، وتصفهم بعدم الحيادية.. وأخيرا تمت إضافة انتقادات جديدة مثل الهوى السياسى والعشوائية وافتقار المصداقية ومعايير البحث العلمى، وهو ما يتعين معه توجيه عدة تساؤلات بريئة لمصدرى بيان النقابة، أهمها: ما هى معايير البحث العلمى التى افتقدها التقرير وتحدث عنها البيان؟، وما هى معايير البحث العلمى التى تضمنها التقرير؟، ثم ما هى معايير البحث العلمى التى يعرفها أعضاء النقابة؟، لقد شاهدت بعض أعضاء النقابة وهم يتحدثون عن التقرير دون أن يكلفوا خاطرهم ولو بتصفحه بشكل سريع، لقد اعترف جمال عبد الرحيم فى أكثر من لقاء تلفزيونى أنه لم يقرأ التقرير، وبدا أن خلافه الوحيد هو أن جهة إصدار التقرير هى المجلس الأعلى للصحافة وليس شيئا أخر، أما الأستاذ جمال فهمى، فكان انزعاجه الرئيسى هو أن الصحف القومية جاءت فى مرتبة متقدمة عن الصحف الخاصة والحزبية، ولا أعرف إن كان موقفه هذا سوف يتغير إن تغير الترتيب.

أما عن الهوى السياسى للتقرير، فهو اتهام لطيف، ذكرنى بكل أغانى الهوى التى تغنى بها المطربون، حتى أننى سألت نفسى عن ماهية الهوى السياسى لأعضاء اللجنة، فلم أجد من بينهم من له انتماء حزبى مدنيا كان أو إسلاميا، بل منا من له كتابات ينتقد فيها جماعة الإخوان والرئيس محمد مرسى، ولو كان أعضاء اللجنة أصحاب هوى، لكان الأولى أن تأتى صحيفة الحرية والعدالة فى مقدمة الصحف الملتزمة أو على الأقل تلتحق بركب هذه الصحف كما حدث مع صحيفتى، "اليوم السابع"، و"الشروق"، لكنها جاءت فى ترتيب متقدم بين الصحف الحزبية الأكثر انتهاكا، وفوق كل هذا لا يريد البعض أن يصدق أن كثيرا من الحدود الفاصلة بين الصحف القومية وصحف المعارضة اختفت بعد الثورة، وصرنا نقرأ انتقادات حادة فى هذه الصحف موجهة للحكومة والرئيس والجماعة وغيرهم، ومن قرأ التقرير جيدا سوف يدرك حقيقة هامة، هى أن هناك أربعة صحف تتصدر سلم الانتهاكات الأخلاقية والمهنية، وأن هذه الصحف تقترب جميعها من بعضها البعض فى متوسط الانتهاكات، ثم هناك فارق كبير يفصلها عن جميع الفئات الأخرى المتوسطة الانتهاك، والأقل انتهاكا، والملتزمة نسبيا، والتى تضم 14 صحيفة، فيما يعنى أن قلة من الصحف المصرية هى الأكثر شذوذا، وأن الأغلبية العامة منها يمكنها بقليل من الالتزام بالمعايير المهنية والأخلاقية أن تأخذ مكانها الطبيعى فى ممارسة دورها السامى فى تنوير الرأى العام وإخباره بالحقائق، بعيدا عن التضليل والتحيز والتشويه والتحريض، لكن من يسمع ومن يقرأ.

• كاتب المقال: أستاذ بكلية الإعلام، عضو لجنة إعداد تقرير الممارسة الصحفية.










مشاركة



الرجوع الى أعلى الصفحة