فى مجتمعنا الشرقى دائما ما تتجه الأنظار للمرأة فى حالة تأخر حدوث حمل بعد الزواج، ولو لفترة بسيطة، مع العلم بأن تأخر الحمل عامل مشترك بين الزوجين بنسبة 50% لكل منهما، ولأن المرأة دائما متهمة، فسوف نتعرض لعقم الرجال، وبحث أسبابه، وطرق علاجه، من خلال عدد من المعلومات التى يوضحها دكتور محمد حسين أبو حديد المدرس المساعد للأمراض الجلدية والتناسلية وتجميل الجلد والليزر بالمركز القومى للبحوث، مؤكدا أنه يجب عند فحص الرجل أن يكون على دراية كاملة بتاريخه المرضى منذ الصغر، مع معرفة كاملة بأنواع الأدوية التى تناولها من قبل، خاصة فى الفترة السابقة للزواج مباشرة، لأنها قد تكون السبب فى حدوث العقم، أو تأخر حدوث الحمل، كذلك يجب أن يشرح للطبيب المعالج ظروف وطبيعة عمله بكل دقة، وإن كان يتعرض أثناء العمل لأبخرة كيميائية أو درجات حرارة عالية كالذين يعملون فى الأفران مثلا، أو يتعرض لأنواع معينة من الإشعاعات، أو يستدعى عمله الوقوف لفترات طويلة، فالمعرفة بكل هذه الظروف قد تساعد فى الكشف عن السبب الحقيقى للعقم، وبالتالى تساهم فى تحديد العلاج السليم بدقة.
ولابد من ضرورة شرح ظروف العلاقة الجنسية بين الزوجين، فربما يوجد خلل فى الانتصاب أو القذف، وربما تتم ممارسة العملية الجنسية فى أوقات وظروف لا تساعد على حدوث الحمل بسرعة.
وبعد ذلك كله يتم فحص الأعضاء التناسلية للرجل من أجل معرفة حجم الخصيتين، والكشف على الحبل المنوى لاحتمال حدوث دوالى فيه، ويكون له تأثير مباشر على الخصية وعملها بكفاءة.
وآخر مراحل الكشف هى مرحلة التحاليل والأبحاث الطبية، وأهم هذه التحاليل هو تحليل السائل المنوى، لأنه البوابة التى يدخل منها الطبيب لباقى الأبحاث، وتحليل السائل المنوى يجب أن يتم بعد مرور أربعة أيام تماما لا تزيد ولا تنقص منذ حدوث آخر قذف، ويفضل أن يتم فى معمل التحاليل، وإن قام به الرجل فى بيته فلابد أن يتوجه بالسائل المنوى للمعمل فى مدة لا تزيد عن 15 دقيقة لضمان دقة النتائج.
من أهم الأسباب لعقم الرجال: الإصابة بدوالى الخصيتين، العيوب الخلقية مثل الخصية المعلقة فى الناحيتين أو عدم وجود خصية، التعرض للعلاج الإشعاعى والكيمائى بالنسبة لمرضى السرطان، التعرض لدرجات حرارة مرتفعة لفترة طويلة، وجود صديد فى السائل المنوى، انسداد القنوات المنوية، ويعتبر الخلل الهرمونى أيضا من أسباب حدوث العقم، ولكن ما إن تتم معالجته تزداد فرص حدوث الحمل بنسبة كبيرة للغاية.
أما عن علاج العقم، فيكون عن طريق علاج السبب بالدواء أو الجراحة، أو عن طريق الحقن المجهرى أو التلقيح الصناعى، ويتولى الطبيب تحديد طبيعة المشكلة وتشخيص سببها، والعلاج المناسب لكل حالة لضمان أفضل النتائج.
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة