بعد ساعات قليلة من التصريحات الطائشة وغير المسؤولة للدكتور عصام العريان، والتى وجه فيها نداء إلى الإمارات قائلا: «لا تكونوا عبيدا لدى الفرس»، كان المهندس عاصم عبدالماجد يستدعى مخزون إرهابه، قائلا عن يوم 30 من الشهر الجارى: «إذا احتكموا للقتال سنقاتلهم، وإن موقف المعارضة هو موقف أبوجهل وأبولهب من الإسلام».
«العريان» صاحب المناصب الإخوانية المتعددة، أصبح حالة مستعصية، لا تستطيع التفريق بين الصالح والطالح، حالة تخلق عداءات مجانية لمصر، والأساس فيها جهل كبير يقوم على مبدأ، أن جماعة الإخوان هى مصر، ومصر هى الجماعة.
أن يتحدث «العريان» بهذا الشكل المسىء عن دولة عربية شقيقة، ويضع المصريين فيها تحت سيف كلماته الطائشة، فهذا يعنى أننا أمام جماعة لا تعرف حدود مسؤولياتها الوطنية والقومية، غير أن العيب فيما قاله لا يقتصر عليه، وإنما تتحمل الرئاسة مسؤوليته.
فلو وجد من قبل تكشيرا للأنياب من رئيسه مرسى عن تصريحات طائشة قالها من قبل، لما فتح فمه بتلك العبارات البائسة.. لو وجد من ينهره عن دموع التماسيح التى ذرفها من قبل، محبة فى اليهود المصريين الذين هاجروا إلى إسرائيل، وطالبهم بالعودة، لما جرؤ على الإساءة للإمارات دولة وشعبا.
تصريحات «العريان» لم تراع احتضان الإمارات مئات الآلاف من المصريين، وتعاملهم بوصفهم من أبناء عروبتهم، ولا يمكن فصل تلك التصريحات عن المؤتمر الفضيحة الذى احتضنه استاد القاهرة قبل أيام، ووجدنا فيه حفز الهمة من شيوخ الجهالة لحرب بين السنة والشيعة، تحت يافطة «الجهاد» فى سوريا، لكن «العريان» أضاف للحالة توصيفا جديدا، وهو «الفرس»، فيما يعنى أنه يرمى بلدا بالكفر تحت مسمى «الفرس»، وبالمرة يحشر دولة عربية أحبها المصريون، وبادلت المصريين نفس الحب.
لايسب «العريان» الآخرين، وإنما هو يسب مصر فى حضارتها العريقة، فطبقا لنهجه قد نرى دولا تعيرنا فى حضارتنا الفرعونية، مثلما هو يسب إيران «الفارسية»، فأى بؤس هذا الذى يريدنا «العريان» وجماعته أن نعيش تحت رايته؟، وأى «مجلس شورى» هذا الذى ينصب فيه العريان سيركه البغيض كل يوم ليشتم هذا وذاك، وأى جماعة تلك التى تؤكد فشلها يوما بعد يوم؟.
لا يختلف حال «العريان» عن حال تابعه «عبدالماجد» الذى يحن إلى أيام دمويته التى قتل فيها مئات المصريين الأبرياء، ارتكب جرائمه لأنه ينكر على الشعب المصرى تدينه الوسطى.
ويرى فى نفسه ظل الله على الأرض، أما باقى المسلمين المصريين فهم « أبوجهل وأبولهب»، ولذلك سفك الدماء بلا وازع من ضمير.
ومن يريد أن يعرف كم نفس قتلها عبدالماجد بدم بارد، كم «أم» تبكى ولدها المقتول على يديه، وكم أرملة، فليقرأ كتاب «الخروج من بوابة الجحيم» للباحث ماهر فرغلى الذى قضى 13 عاما فى السجن لعضويته فى الجماعة الإسلامية، ويسرد فيه مئات الحكايات عن قتلى عبدالماجد الذى عانقه مرسى أثناء المؤتمر الفضيحة عن سوريا فى استاد القاهرة، مما يعطى دلالة قاطعة بأن مافعله ويفعله عبدالماجد يباركه رئيس مصر.. تخيلوا
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة