فور أن تولى المهندس شريف هدارة وزارة البترول، أعلن أن لديه حلولاً عملية لأزمة السولار والبنزين، وزاد فى كلامه أنه يفهم هذه المشكلة من خلال مسؤوليته فى الوزارة قبل أن يصبح وزيرا.
كان هذا التصريح الوردى بمثابة مقدمة سيئة لهذا الوزير، وحكمًا مسبقًا على فشله، فلو كان لديه بالفعل تصورات عن حل هذه المشكلة التى يعانى منها المصريون على حد سواء، لتقدم بها للوزير الذى سبقه، خاصة أنه كان ضمن قيادات الوزارة قبل أن يصبح وزيرا، ولأنه لم يفعل ذلك فمن الطبيعى استقبال تصريحاته الوردية بالشك.
أمس الأول جدد الوزير تصريحاته المتناقضة مع الواقع، فبينما كانت الطوابير تطول أمام محطات الوقود، خرجت وزارة البترول ببيان تناشد فيه المواطنين بعدم الانسياق وراء شائعات من شأنها إثارة القلق أو دفعهم إلى تخزين ما يزيد على احتياجاتهم بما يظهر وجود نقص فى المواد البترولية من البنزين والسولار، وزاد البيان بقوله إن مصدرا مسؤولا فى الوزارة قال، إن المهندس شريف هدارة، وزير البترول، أكد أنه لا صحة لما يحاول البعض الترويج له بعدم توافر المواد البترولية من البنزين والسولار.
هذا كلام خادع ولا يمت إلى الواقع بصلة، ولو قام الوزير هدارة، بصحبة وزير التموين باسم عودة الذى يصفه الأهل والعشيرة بالوزير المعجزة الذى يجب التأسى به، لو قاما الاثنان بجولة واحدة فى شوارع القاهرة وفى المحافظات، لوجدا كم الجحيم الذى يكوى كل صاحب سيارة فى الحصول على حصة بنزين أو سولار، ناهيك عن الطوابير الطويلة التى تشل حركة المرور، الأجدى بـ«هدارة» و«عودة» أن يقوما بهذا الفعل، حتى يعلم الأول أنها ليست شائعة، ويعلم الثانى أنها ليست أزمة فى أربع محافظات كما صرح قبل أيام.
وأقدم إلى الوزير وقائع عذاب سفر يومى من القاهرة، حيث مقر العمل إلى مدينة طوخ بمحافظة القليوبية، حيث مكان الإقامة، ومع تعدد نماذج بؤس السفر كان أمس الأول ذروة هذا البؤس، ففى شارع جامعة الدول العربية كانت الشوارع مشلولة تماما من الطوابير المصطفة أمام محطات الوقود فيه، واستغرق الخروج منه ما يزيد على الساعة، أما طريق مصر - إسكندرية الزراعى، فتوقف تماما نتيجة طوابير السيارات أمام محطات الوقود تتخللها اشتباكات وعنف، وترتب على ذلك أن رحلة العودة التى تقترب من الساعة أو تقل حسب سيولة المرور وصلت إلى ما يزيد على الأربع ساعات.
تتحدث وزارة البترول مناشدة المواطنين بعدم التخزين، وتغفل أنه من الأصل لا يوجد التموين الأساسى، فكيف سيتم الحصول على حصة تخزين؟ أضف إلى ذلك أن الصدمة ستصيبك حين تخبرك بعض المحطات بأن بنزين 95 هو الموجود فقط، مما يعنى عبئًا ماديًا كبيرًا لمتوسطى الحال الذين لا يستطيعون تحمله.
قصة البنزين والسولار، عنوان كبير على فشل حكم مرسى وجماعته، فمنذ أن قطع وعدًا بمعالجتها خلال المائة يوم الأولى من حكمه، ونحن نشاهد عجزًا كبيرًا فيها، ومن يراجع مؤتمره فى استاد القاهرة لتقديم كشف حساب عن المائة يوم، سيجد سيلاً من الأكاذيب حول أنه نجح فى علاج هذه المشكلة.
مشاركة
اضف تعليقاً واقرأ تعليقات القراء
مشاركة
لا توجد تعليقات على الخبر
تم أضافة تعليقك سوف يظهر بعد المراجعة